في مطلع عام 1957 وتحديدا في 25 شباط 1957، عقدت في القاهرة قمة لمصر وسوريا والأردن والسعودية لبحث الموقف من مبدأ أيزنهاور الذي أعلن قبل ذلك بقليل وتقرر العمل ضمنيا على عدم تنفيذه لمنع المد الامريكي في المنطقة.
ردا على الموقف السوري بالذات قامت امريكا بتنظيم ضغط اقتصادي على سوريا، ذلك أن الولايات المتحدة أرادت من وراء هذا الضغط إجبار سوريا على قبول مشروع أيزنهاور، الأمر الذي أدى إلى معاناة صادرات سوريا التقليدية كالقمح والقطن والغزل والنسيج وغيرها من جراء مكافحة قوية في الأسواق الخارجية ضدها من الدول الغربية وعلى أثر هذه الضغوط تدهورت علاقات سوريا بالمعسكر الغربي، وتحسنت علاقاتها بالمعسكر الشرقي وخاصة الاتحاد السوڤيتي
في النصف الثاني من عام 1957 عين الرئيس السوري شكري القوتلي العقيد عفيف البزري رئيسًا لأركان الجيش السوري، فاعتبرت امريكا وحلفاؤها في تركيا والعراق انه تحدي للنفوذ الامريكي بسوريا على اعتبار ان البزري كان مقربا من الروس السوفييت .
رفضت سوريا ايضا وبشكل معلن هذه المرة الدخول في مشروع ايزنهاور الذي يعطي الحق للولايات المتحدة بالتدخل العسكري في البلان الشرق اوسطية تحت ذريعة حماية المصالح الاقتصادية و ايقاف المد الشيوعي السوفييتي. بل وفي ذلك العام ابرم وزير الدفاع السوري خالد العظم معاهدة عسكرية واقتصادية مع الاتحاد السوفيتي ،وأعطت الحكومة السورية شركة تشيكية عقد اقامة مصفاة للبترول.
كانت المواقف السورية المتعاطفة مع السوفييت مبنية على الضغط الشعبي المنكر للعدوان الثلاثي على مصر وعلى التعاطف السوري مع مصر جمال عبد الناصر.
اعتبرت تركيا التي كانت الحليف الاكبر للأمريكان حينها ان التقارب السوري مع السوفييت يشكل خطرا على امنها القومي وأعلنت دمشق أنها ملتزمة "بالحياد الإيجابي"،استطاع الامريكان الوصول لاتفاق مؤداه مبادرة العراق بالهجوم على سوريا، بينما تقوم الدول الثلاث الأخرى تركيا والاردن ولبنان ومعهم إسرائيل بحشد قواتهم على الحدود السورية،وكادت الخلافات بين سوريا و تركيا، أن تصل إلى حد المجابهة العسكرية، فقد حشدت تركيا قواتها على الحدود مهددة بغزو سوريا.
و قامت تركيا حينها بمناورات عسكرية على الحدود مع سوريا شملت ثلاث فرق عسكرية ليعلن بعدها القادة الأتراك نيتهم التحرك في سورية منعا لوصول حكومة شيوعية الى السلطةـ قام الاتحاد السوفييتي بتوجيه تهديدا مباشرة لتركيا بأنه لن يسكت عن المساس بأمن سوريا ورد الامريكان بأن تركيا عضو في حلف الناتو ولن تسكت امريكا عن أي تهديد سوفييتي لتركيا.
قام عبد الناصر من مصر بارسال اسطول يضم ناقلات جنود وثلاث مدمرات ولوائين الى ميناء اللاذقيه لمساندة سوريا، وكانت التهديدات الغربية أحد العوامل التي دفعت السوريين إلى الاتحاد مع مصر.
تراجع العراق و الاردن ولبنان عن موقفهم المعادي لسوريا. ثم ما لبثت تركيا أن تراجعت أيضا عن موقفها المعادي لسوريا. واعلنت الحكومة الأمريكيةبأن الولايات المتحدة لا ترى ضرورة لتطبيق مبدأ أيزنهاور فيما يتعلق بتطورات الأوضاع في سوريا، وأنها ستلجأ إلى الوسائل التفاوضية
عقد حزب البعث الذي توسعت شعبيته في سوريا حينها مؤتمرا في تموز 1957 لبحث موضوع الوحدة مع مصر من زوايا الضرورة والنوع وأسلوب التحقيق.
واعلن عن تشكيل الضباط القوميين واليساريين والمستقلين لل"المجلس الثوري لمتابعة قضية الوحدة" وتم اعتبار كل من يقف بوجه هذه الوحدة من الرجعيين و قاموا بزيارة القاهرة، وتم لقاء كبار الضباط السوريين والمصريين لبحث قضية الوحدة.
استمر مجلس النواب برئاسة أكرم الحوراني في أعماله في النصف الثاني من عام 1957 وكان رئيس الجمهورية شكري القوتلي ورئيس الحكومة صبري العسلي وصلاح الدين البيطار وزيرا للخارجية وخالد العظم وزيرا للدفاع .
مارس جميع النواب مهامهم بشكل بارز في جلسات هذا المجلس في خضم هذه الاحداث الجسام المتسارعة التي عصفت بسوريا خلال اشهر قليلة ويمكن تبين اتجاهات السياسيين السوريين من خلال أقوال نوابهم في المجلس .
للحصول على مجلد pdf من محاضر جلسات مجلس النواب السوري لعام 1957 - الجزء الثاني