في مطلع عام 1933 كان مشروع معاهدة السلم والصداقة والتحالف بين فرنسا وسوريا الذي جرى التفاوض حوله قد أضحى جاهزا، ولكن قام نواب الكتلة الوطنية بعدما وجدوا أنه مشروع مجحف بحق السوريين، برفضه وتحولت جلسات مناقشة المشروع لما يشبه المشادات الحادة في البرلمان بين النواب فضلاً عن التظاهرات في محيطه، وفي 21 تشرين الثاني 1933 اجتمع المجلس لمناقشة المعاهدة وقبولها، وإذا بسيل من البرقيات من شتى أنحاء سورية تتم تلاوتها في المجلس ترفض المعاهدة وتصفها بمعاهدة التجزئة و الاستعباد و عندما تم طرح نص مشروع المعاهدة للتصويت قام السيد جميل مردم بك ليُفاجئ المجلس بوثيقة موقعة من 45 نائب برفض المعاهدة، منهم احسان الشريف وهاشم الاتاسي وتوفيق الشبشكلي وبسيم قدسي وحكمت الحراكي وطاهر أغا عبد الكريم وفائز الخوري ونوري المدرس ونجيب برمدا وغيرهم ، فقاطعه في الحال المفوض السامي وتلا قرارا بتعليق جلسة المجلس على أن تستأنف في تاريخ 25 تشرين الثاني وتلا ذلك قراراً بتعطيل المجلس لأجل غير مسمى.
لذلك تعتبر محاضر الجلسات في تلك الفترة الملتهبة من تاريخ سوريا والتي اشتد فيها الصراع بين الوطنيين والمعتدلين مرجعا مهما موثقا لفهم تشكل عقلية النواب السوريين و الرؤية التي كانت تتضح لديهم تدريجيا عن مستقبل البلاد.
للراغبين بالحصول على مجلد " محاضر جلسات مجلس النواب السوري عام 1933 م" في ملف PDF.