كتب الروائي الحلبي الاستاذ فيصل خرتش تعريفا عن هذا الكتاب الهام فقال :
يُعد كتاب «تاريخ حلب الطبيعي»، للأخوين راسل وثيقة هامّة عن مدينة حلب في القرن الثامن عشر، وتنبع أهمية هذا الكتاب من أنّ مؤلفيه كانا قد أقاما في المدينة زهاء ثلاثين عاماً بصفتهما طبيبين، وسجّلا مشاهدتهما وانطباعاتهما عن سكان المدينة بمختلف فئاتهم ومشاربهم، بالإضافة إلى رصدهما للحياة الطبيعية في المدينة والمناطق المجاورة لها.
ويبين المؤلفان، أنه، وفي تلك الحقبة، فإنّ حلب كانت تحتلّ المرتبة الثالثة من حيث الأهمية بين مدن السلطنة العثمانية، وتحيط المدينة دائرة من التلال المرتفعة، وهي بصورة عامة صخرية وعارية تماماً من الأشجار، ينساب نهر قويق في تيار متدفق هادئ باتجاه غربي المدينة..
ويوجد حالياً تسعة أبواب، والتلّة التي بنيت فوقها القلعة هي من أكثر التلال ارتفاعاً، وتبدو القلعة كأنها تقع في وسط المدينة، ويحيط بها خندق عميق وعريض . وخارج باب الحديد مباشرة، تبدأ ضاحية «بنقوسا».
وتضم هذه الضاحية بيوتاً جميلة، والعديد من الكنائس والجوامع الصغيرة والأسواق والخانات والمقاهي. أمّا الأسواق، فهي عبارة عن أبنية حجرية مرتفعة، وتكون مقوسة من الأعلى، وتصطف الحوانيت على الجانبين، وتغلق ليلاً بأبواب قابلة للثني ويتم قفلها،.
ويشرح المؤلفان أن السكان متوسطو الطول، ويميلون إلى النحافة، وهم متوسطو الجمال.. وتسعى النساء لأن يبدون مكتنزات الجسم، وهن لا يستعملن مشدات للخصر، أمّا الرجال فيلبسون نطاقاً عريضاََ ويشدونه بإحكام وحزاماً طويلاً من الشال.
وتقلّد الكثير من السيدات سيدات اسطنبول، ويضعن عمامة طويلة مستديرة من الموسلين الملون، مزدانة باللآلئ ودبابيس من الماس وريش طائر الماء وأزهار طبيعية، وترتدي نساء أخريات الغطاء الحلبي العادي، وتجدل بعضهن شعرهن بعدد كبير من الجدائل، والسيدات مغرمات جدّاً بالشعر الطويل.
ويتقيد السكان بساعات منتظمة في حياتهم اليومية، إذ ينهضون قبل بزوغ الشمس، وينامون بين التاسعة والعاشرة ليلاً.. ولا تخرج النساء إلى الشارع بعد حلول الظلام، ويوجد في بعض المقاهي فرق موسيقية وعرض لخيال الظلّ وراوٍ في ساعات مختلفة من اليوم. والحلبيون يتمتعون بأذن موسيقية مرهفة، وهم مغرمون بالموسيقى. ويتحدث الكتاب عن حالة الطب في حلب وعن الحيوانات والطيور والأسماك والحشرات والنباتات وعن الطقس والأمراض الوبائية والطاعون، ويختم بأشهر أسماء الأطباء العرب في المشرق والأندلس.
لتحميل الكتاب مجانا بالنسخة العربية , انقر هنا
اضافة تعليق |
ارسل إلى صديق |
لا تزال الأسئلة والتكهنات كثيرة حول نشوء تنظيم "الماسونية" السري والذي يعرف باسم "عشيرة البناؤون الأحرار"، ومن الروايات الشائعة عن نشأة الماسونية المزيد
لم يثر رجل الجدل كما أثاره جرجي زيدان، فمنهم من اعتبره باحثاً وأديباً وصحفياً موسوعيا ومجدداً في إسلوب الطرح التاريخي، ومنهم من اعتبره مخرباً مزوراً للتاريخ عامة وللتاريخ الإسلامي خاصة المزيد
قلة يعرفون أن اسكندر فرح و هو من مواليد دمشق سنة 1851م حاز أعلى الدرجات الماسونية في تلك الفترة المبكرة من تاريخ سوريا و حقيقة الأمر أنه عندما تعين مدحت باشا المزيد
في مطلع العشرينات نشطت حركة بناء العقارات في محلة العزيزية سواء بهدف السكن أو التجارة. قام عدة أثرياء ببناء أبنية سكنية تشابه القصور للسكن فيها. المزيد
عند انتهاء الحرب العالمية الأولى عام 1918، انسحبت القوات التركية وحلفاءها الألمان من سوريا، و قد كان تعدادهم قد وصل إلى عشرة آلاف جندي ألماني، وخمسة عشر ألف جندي تركي، وحوالي اثنا عشر ألف جندي عربي موالين للعثمانيين المزيد
يعتبر بيت الخواجة فتحي انطاكي من أهم واقدم البيوت في محلة العزيزية، وتعود قصة بناء هذا البيت للقرن التاسع عشر عندما أدرك ثلاثة من تجار حلب في الربع الأخير من القرن التاسع عشر أن فرصة الربح كبيرة في حال المتاجرة بالاراضي المعدة المزيد