يعتبر المؤرخون أن كتاب زبدة الحلب بتاريخ حلب الذي ألفه ابن العديم أثناء تأليفه كتابه الضخم: (بغية الطلب في تاريخ حلب) تلبية لرغبة الملك العزيز ابن الظاهر غازي بن صلاح الدين الأيوبي، من أهم المصادر في تاريخ حلب.
طبع هذا المخطوط لأول مرة في دمشق، بتحقيق د. سامي الدهان، في ثلاثة أجزاء، ونشر الأول: سنة 1951 والثاني: 1954 والثالث: 1968م. وأضاف د. دهان إلى نص الكتاب عناوين بدت وكأنها من أصل الكتاب.
أما أوراق المخطوطة التي اعتمدها فتقع في (268) ورقة، تحتفظ بها المكتبة الوطنية بباريس، وقد كتبت سنة (666هـ) بعد وفاة ابن العديم بست سنوات.
الإشكالية الكبرى أن المخطوط الذي اعتمده الدهان ليس بخط ابن العديم ويذكر الدهان أنه قرأ عليه تاريخ نسخه بعد ست سنوات من وفاة ابن العديم ( هذا الامر في حال صدق ناسخ المخطوط عن تاريخ نسخه) والاشكالية الثانية أن هذا المخطوط ( أيضا كما كتب عليه ) انتقل عبر عدة بلدان عربية ليستقر في باريس . والسؤال الأهم ما الذي يضمن صحة نسبة المخطوط لابن العديم وما الذي يضمن عدم وجود اضافة عليه او حذف منه فيحال صحته. لا يوجد ما يضمن ذلك اطلاقا.
غحتى الدهان عندما حقق المخطوط اضاف عليه عناوين من ذات روح الكتاب فأضحت جزءا منه لا يمكن تمييزه.
هذه الاشكالية طرحها الدمشقي وليد الحجار كتساؤل هام في روايته التاريخية الهامة رحلة النيلوفر والتي ذكر فيها رأيه في سياق روائي على لسان بطل الرواية ان ما الذي يضمن لنا أن نأخذ وقائغ واسماء وملاحظات تاريخية من مخطوطات مجهولة النسب والصحة من الناحية العلمية الصرفة. ماذا لوقامت جهات معينة سواء منها بشكل فردي او جماعي مدروس بتغيير مضمون مخطوط ما او اضافة عليه معلومة صغيرة معينة تشير الى ما تشير اليه ؟ الا نأخذ نحن تاريخنا على الجاهز كمسلمة من هذه المخطوطات ونتحاجج بما ورد فيها كأمر مفروغ من صحته؟ . رغم انه لا يوجد ما يؤكد دقتها علميا؟ يبقى هذا التساؤل بحاجة لإجابة وستكون الاجابة صعبة جدا.
اضافة تعليق |
ارسل إلى صديق |