سألت فناننا الكبير يوسف عقيل :
هل يمكن أن تشرح لي قليلا عن فنية هذه المنحوتات، وانا المواطن الفقير الى الثقافة الفنية ....
أجاب بابتسامة يائسة : فلنبدأ بتمثال أبي فراس الحمداني ، هل تأملته ملياً ؟
قلت : لا والله لم أراه بعين الفاحص اطلاقا، بل اعتبره جزءاً من مدخل الحديقة العامة التي تظهره صورها السياحية كمعلم ثابت، هو جزء من كل، ولا يركز عليه أحد كمعلم فني مستقل بذاته.
اقتربنا ونظرنا ....
قال يوسف : بماذا تشعر وانت تراه عن قرب؟
قلت : اشعر به ينطق فحولة وفروسية ووقارا، وصاحب التمثال ينظر بوجه يكاد ينطق .
قال لي : هو وجه فارس مليء بالرجولة، ولكن في ذات الوقت لديه النظرة الحالمة للشاعر.
في أحد جنبيه سيف، وفي اليد الأخرى قصيدة شعر .
انظر الى بروز رأس السيف تحت العباءة ...
قلت : فعلا وما الداعي لابراز هذا التفصيل الصعب !! وكان يمكن للنحات ان يسدل العباءة فلا ينتبه أحد ويسهل عليه انجاز العمل، والأغرب ان الفارس يلف العباءة على يده الاخرى، وفي اظهار ذلك جهد نحتي مضاعف، يمكن تجاوزه ...
فأجابني : لان لدى هذا النحات وجدان ...
ومن يملك وجداناً لا يمكن ان يتساهل في اتقان عمله ويهمل هذه التفاصيل ليختصر الوقت والجهد ..
حتى وصل هذا النحات لهذا المستوى من العمل الفني لا بد انه قرأ الكثير عن ابي فراس الحمداني حتى تجسمت شخصيته امامه فاستطاع اظهار تمثاله بهذا الوجه وهذه الفروسية والرومانسية معا.
لا بد أن النحات سهر الليالي أرقاً، وتقلب في فراشه قلقاً، حتى استطاع انجاز عمله هذا بوجدان نفتقده اليوم في انجاز اعمالنا.
واضاف: رغم أن هذا العمل لا يصل لمرحلة الابداع الفني، ولكنه يصل لأعلى مراحل الوجدان والاتقان في العمل، والحرص على ابراز الجمال.
سألني: هلا تقرأ اسم النحات ؟
اقتربت وبحثت على الكتابة المطموسة على اللوحة المسودة المهملة، فلم استطع تبين من بقايا الكتابة المطموسة اسم النحاتـ وخيل الي انه لا اسم له على منحوتته.
قال لي: هو النحات جاك وردة ، فقلت : لم اسمع باسمه في حياتي!!
فابتسم يوسف وقال : منذ ان غاب الوجدان ... وغاب الجمال ... لم نعد نسمع بأمثاله.
اسأل نفسي : لماذا غاب الجمال عنا؟؟؟!!
———
جاك وردة : من مواليد ماردين التي كانت تابعة لولاية حلب عام 1913م ، سافر الى باريس عام 1930 لدراسة الفنون وخاصة فن النحت، ولكنه لضيق ذات اليد عاد الى سوريا بعدها بعامين، شارك في أول معرض للفنانين السوريين في "متحف دمشق" في العام 1950 ،عمل مدرسا في كلية الفنون بدمشق منذ العام 1960 ،ثم عاد إلى حلب، وقام بصنع تمثال ابو فراس الحمداني من الاسمنت المدعم بالقضبان المعدنية بعد إعداد قالب خاص للتمثال، ثم سافر الى المانيا عام 1965 ، وتوفي في باريس حوالي عام 1986.
يروي لنا الفنان التشكيلي الحلبي يوسف عقيل ذكريات طقوس الذهاب مع والدته الى حمام السوق في مطلع الخمسينيات من القرن العشرين. المزيد
سألت حارس الغار صديقي يوسف عقيل: هل الفن والجمال يتجلى في النحت والرسم فقط؟ قال: أم الفنون وخلاصتها "العمارة"، في العمارة يجتمع النحت والرسم والموسيقا، لتشكيل وحدة متناغمة من الجمال الثلاثي الأبعاد. المزيد
بعد أن فهمت القليل عن جوهر فن النحت كفن مظهر لوجدانية الجمال في "وجدان1 "، عدت لفناننا الكبير يوسف عقيل - وهو حارس من حراس الغار- وسألته : ماذا عن تمثال سعد الله الجابري ؟ المزيد
اضافة تعليق |
ارسل إلى صديق |
عندما بدأت الحملة الممنهجة لتبييض صورة السلطان عبد الحميد عمدت بعض الكتابات العربية للترويج لقصة اليهود الدونمة ومحاولتهم شراء أجزاء من فلسطين ورفض السلطان عبد الحميد لذلك بطريقة بطولية مما دعا هؤلاء لخلعه المزيد
جاء في الفصل الأول المعنون : الشخصية الحميدية من كتاب "أوهام الذات المقدسة السلطان عبد الحميد لمؤلفه المحامي علاء السيد وذلك تحت تحت عنوان : رقابة المطبوعات الحيوية المزيد
اعتمد كتاب"أوهام الذات المقدسة، السلطان عبد الحميد الثاني" على حوالى 78 مصدرا ومرجعا و على ما نشر في حوالى 17 جريدة ومجلة من أخبار ومقالات متعلقة بما ورد في الكتاب المزيد
الفهرس 6 , مقدمة 9 , تمهيد 11 , الفصل الأول: الشخصية الحميدية 29 , طفولة سلطان 31 , شروط مدحت 33 المزيد
أفرد كتاب "الذات المقدسة ، السلطان عبد الحميد الثاني" فصلاً كاملاً بعنوان : "السلطان عبد الحميد وقضية فلسطين" في 56 صفحة فيها 116 اشارة توثيقية مرجعية المزيد
لإيفاء دراسة شخصية عبد الحميد حقها، يجب أن نعي تماماً أن هذه الشخصية تطورت وتعقدت خلال ما يزيد عن ثلاثة وثلاثين عاماً من الحكم، المزيد
إن الاستيطان اليهودي في فلسطين زمن الدولة العثمانية حتى نهاية عهد السلطان عبد الحميد وقبل عهد " الاتحاد والترقي" بُني على طريقتين المزيد
مقالة نقد كتاب أوهام الذات المقدسة بعنوان : السلطان عبدالحميد الثاني، بين الكتابة الصحافية وغياب منهجية البحث العلمي. والرد على المقال . المزيد