ممالك النار .. نقد 2

16-12-2019 1194 مشاهدة

هل طرح السلطان محمد الفاتح عندما "فتح" القسطنطينية نفسه فاتحاً إسلامياً لها ؟ أم فاتحاً مسيحياً؟

في الجزء الثاني من نقد التاريخ العثماني بمناسبة مسلسل ممالك النار نقول:

على خلاف المتعارف عليه لدى العامة فإن السلطان العثماني محمد الفاتح أطلق على نفسه فور دخوله القسطنطينية وقبل أي لقب آخر أطلق على نفسه لقب "قيصر الروم".

وهذا اللقب هو لقب مسيحي تاريخي يُطلق على حاكم القسطنطينية بصفته حامي اتباع الطائفة الارثوذوكسية المشرقية المسيحية ويتم هذا التنصيب عادة من البطركية المشرقية الارثوذوكسية في بيزنطه ( القسطنطينية).

يبدو أن السلطان العثماني كان مُصراً على جعل الإمبراطورية العثمانية وريثة الإمبراطورية الرومانية الشرقية المسيحية.

وحتى ذلك العهد لم يلق سلاطين بني عثمان بالاً لاكتساب لقب "خلفاء المسلمين" لكن السلطان العثماني فوجئ برفض البطركية الارثوذكسية الاعتراف به، وتم نقل البطركية البيزنطية إلى روسيا منذ ذلك الحين. ( توضيح : المقصود بنقل البطركية هو طرح البطركية الروسية نفسها حامية للارثوذوكس في العالم وتضاؤل بل انعدام دور البطركية المسكونية في بيزنطة بالنسبة للمسيحيين ).

وقد حاول العثمانيون التصالح مع هذه البطركية مراراً وتكراراً دون فائدة، وسمحوا للمسيحيين الارثوذوكس في دول اوروبا الشرقية التي دخلها العثمانيون بممارسة شعائرهم الدينية ولم يكلفوا نفسهم حتى ببذل الجهود لدعوتهم للديانة الاسلامية.

ولهذا السبب لم يسلم معظم مواطنوا أوروبا الشرقية رغم طول فترة الحكم العثماني لبلادهم.
قد يبدو اتخاذ السلطان العثماني لهذا اللقب "قيصر الروم" أمراً عادياً للبعض ولكنه من منطلق الشريعة الاسلامية أمر مرفوض تماماً.

تصور مثلاً أن يقوم أمير المؤمنين عمر بن الحطاب بفتح القسطنطينية ويطرح نفسه رئيساً حامياً للامبراطورية الأرثوذكسية معيناً من بطركية بيزنطة ؟!!!!!

للاسف لم يلق كاتبو التاريخ العرب بالاً لهذا الأمر الهام الذي يشير إلى براغماتية السلاطين العثمانيين واتخاذهم المعتقدات الدينية وسيلة لبسط حكمهم وضمان استمراريته بغض النظر عن قناعتهم من عدمها بهذه المعتقدات.
وللحديث أجزاء

--------------
-اقتباس من كتابي القادم : "طريق الحرير. قراءة معاصرة لدور محاور التجارة الدولية في قيام وسقوط الإمبراطوريات والدول"
قيد النشر.

شارك الموضوع مع اصدقائك !!
لمتابعة أحدث منشورات دار الوثائق الرقمية التاريخية على شبكات التواصل الاجتماعي :

مواضيع اخرى ضمن  مدونة المحامي علاء السيد

02-10-2022 4260 مشاهدة
حقيقة قصة السلطان عبد الحميد مع اليهودي قراصوه التي لا أساس لها

عندما بدأت الحملة الممنهجة لتبييض صورة السلطان عبد الحميد عمدت بعض الكتابات العربية للترويج لقصة اليهود الدونمة ومحاولتهم شراء أجزاء من فلسطين ورفض السلطان عبد الحميد لذلك بطريقة بطولية مما دعا هؤلاء لخلعه  المزيد

02-10-2022 3507 مشاهدة
السلطان عبد الحميد والرقابة على الصحف وتقييد الحريات

جاء في الفصل الأول المعنون : الشخصية الحميدية  من كتاب "أوهام الذات المقدسة السلطان عبد الحميد لمؤلفه المحامي علاء السيد وذلك تحت تحت عنوان : رقابة المطبوعات الحيوية  المزيد

13-08-2022 4459 مشاهدة
مصادر ومراجع كتاب "أوهام الذات المقدسة، السلطان عبد الحميد الثاني" لمؤلفه المحامي علاء السيد

اعتمد كتاب"أوهام الذات المقدسة، السلطان عبد الحميد الثاني" على حوالى 78 مصدرا ومرجعا و على ما نشر في حوالى 17 جريدة ومجلة من أخبار ومقالات متعلقة بما ورد في الكتاب  المزيد

13-08-2022 3944 مشاهدة
الفهرس الكامل لكتاب "أوهام الذات المقدسة، السلطان عبد الحميد الثاني" لمؤلفه المحامي علاء السيد

الفهرس  6 , مقدمة  9 , تمهيد  11 , الفصل الأول: الشخصية الحميدية  29 , طفولة سلطان  31 , شروط مدحت  33  المزيد

13-08-2022 3578 مشاهدة
السلطان عبد الحميد وحقيقة رفضه بيع فلسطين لهرتزل زعيم الصهاينة وعرضه حلب بديلا عنها

أفرد كتاب "الذات المقدسة ، السلطان عبد الحميد الثاني" فصلاً كاملاً بعنوان : "السلطان عبد الحميد وقضية فلسطين" في 56 صفحة فيها 116 اشارة توثيقية مرجعية  المزيد

13-08-2022 4186 مشاهدة
أراء المؤرخين بشخصية السلطان عبد الحميد الثاني .المحامي علاء السيد

لإيفاء دراسة شخصية عبد الحميد حقها، يجب أن نعي تماماً أن هذه الشخصية تطورت وتعقدت خلال ما يزيد عن ثلاثة وثلاثين عاماً من الحكم،  المزيد

13-08-2022 2480 مشاهدة
تعاون السلطان عبد الحميد مع اليهود لاستيطان مدينة القدس. المحامي علاء السيد

إن الاستيطان اليهودي في فلسطين زمن الدولة العثمانية حتى نهاية عهد السلطان عبد الحميد وقبل عهد " الاتحاد والترقي" بُني على طريقتين  المزيد

02-08-2022 3248 مشاهدة
مقالة نقد كتاب أوهام الذات المقدسة بعنوان : السلطان عبدالحميد الثاني، بين الكتابة الصحافية وغياب منهجية البحث العلمي

مقالة نقد كتاب أوهام الذات المقدسة بعنوان : السلطان عبدالحميد الثاني، بين الكتابة الصحافية وغياب منهجية البحث العلمي. والرد على المقال .  المزيد

أكثر الكتب مشاهدة

مكتبة الفيديو