أصدر الشريف حسين من مكة المكرمة العدد الاول من هذه الجريدة إبان إعلان ثورته على السلطنة العثمانية بما سمي لاحقا الثورة العربية الكبرى.
وفي أعداد هذا العام كانت الحرب العالمية الأولى قد انتهت وانتصر الإنكليز ودخلت جيوشهم بلاد الشام ودخلت الجيوش الفرنسية بعدها لسوريا ولبنان ويمكن توثيق مجريات الأحداث انطلاقاً من هذه الأعداد المهمة من الجريدة ومن وجهة نظر الشريف حسين وجماعته.
بالطبع كانت هذه الجريدة تصدر بتوجيه من المخابرات البريطانية وهي أول من روج لفكرة أن رجال الاتحاد والترقي الذين كانوا يتزعمون السلطنة خلال الحرب العالمية الاولى هم من الماسونيين ويهود الدونمة لاضفاء الشرعية على ثورة الشريف حسين بمواجهة هؤلاء "الكفرة" وما زال هذا الترويج البريطاني معتمدا حتى تاريخه.
للأسف كانت جميع الأطراف تستخدم الولاء الديني لتحقيق اهدافها السياسية.
كان الشريف حسين يلجأ احيانا لتدبيج المقالات بنفسه ويوقع باسم مستعار هو "ابن جلا" ويقول الشيخ محمد ناصيف (كذلك أن الحسين كان يحرر بعض افتتاحيات القبلة ولاسيما تلك التي تتعلق بالقضايا السياسية العامة وأن القاري يستطيع معرفة أسلوبه بما يتسم به من اكثار في استخدام مثل هذه العبارات: حساسيات وكماليات ومعنويات).
وصفت الجريدة نفسها بأنها "جريدة دينية سياسية اجتماعية تصدر لخدمة الإسلام والعرب"، وقد اتخذت من الآية الكريمة "وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه" شعاراً لها.
فعلياً كانت بكل بساطة منشوراً ترويجياً للشريف حسين ولرغبته بالحكم ومهيجاً للرأي العام ضد السلطنة العثمانية.
تعتبر أعداد هذه الجريدة النادرة مرجعاً مهماً لفهم كيف عملت المخابرات البريطانية على خلق الثورة العربية الكبرى في الحجاز لمواجهة الدولة العثمانية في آخر ايامها وكيف داعبت مخيلة العرب باقامة دولة خلافة إسلامية عربية تمتد من بلاد الحجاز حتى شمال سوريا وكيف طعنتهم بعد ذلك، وانتهى الامر بالشريف حسين منفياً حتى مات.
للحصول على مجلد pdf لأعداد السنة الخامسة من الجريدة