أصدرها الشريف حسين من مكة المكرمة إبان إعلان ثورته على السلطنة العثمانية وكان العدد الأول في 15 أب 1916
تولى تحريرها الشيخ الدمشقي محب الدّين الخطيب الذي كان الشريف حسين قد استدعاه للحجاز لتحرير جريدة "القبلة" التي حرضت على الثورة ضد العثمانيين وذكر الشيخ محب في مذكراته أنه "أبيح له أن يكتب فيها مقالات توجيهيّة كما يشاء بلا مراقبة"ولكن لم يكن الخطيب الدمشقي يوقع باسمه الصريح.
بالطبع كانت هذه الجريدة بتوجيه من المخابرات البريطانية وهي أول من روج لفكرة أن رجال الاتحاد والترقي الذين كانوا يتزعمون السلطنة خلال الحرب العالمية الاولى هم من الماسونيين ويهود الدونمة لاضفاء الشرعية على ثورة الشريف حسين بمواجهة هؤلاء "الكفرة" وما زال هذا الترويج البريطاني معتمدا حتى تاريخه.
ونلاحظ في المقالات الهجوم الشديد على الألمان الذين كانوا يسيطرون على دولة الخلافة العثمانية التي كانت قد شارفت على الانهيار في نهاية الحرب العالمية الأولى و التي كانت وماتزال تحاول جمع الاتباع العرب تحت شعارات دينية اسلامية لا يعتنق منها رجال الدولة العثمانية في ذلك الوقت إلا شكلها.
للاسف كانت جميع الاطراف تستخدم الولاء الديني لتحقيق اهدافها السياسية.
كان الشريف حسين يلجأ احيانا لتدبيج المقالات بنفسه ويوقع باسم مستعار هو "ابن جلا" ويقول الشيخ محمد ناصيف (كذلك أن الحسين كان يحرر بعض افتتاحيات القبلة ولاسيما تلك التي تتعلق بالقضايا السياسية العامة وأن القاري يستطيع معرفة أسلوبه بما يتسم به من اكثار في استخدام مثل هذه العبارات :حساسيات وكماليات ومعنويات)
وصفت الجريدة نفسها بأنها "جريدة دينية سياسية اجتماعية تصدر لخدمة الإسلام والعرب"، وقد اتخذت من الآية الكريمة "وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه" شعاراً لها.
فعليا كانت بكل بساطة منشورا ترويجيا للشريف حسين ولرغبته بالحكم ومهيجا للرأي العام ضد السلطنة العثمانية.
تعتبر أعداد هذه الجريدة النادرة مرجعا مهما لفهم كيف عملت المخابرات البريطانية على خلق الثورة العربية الكبرى في الحجاز لمواجهة الدولة العثمانية في آخر ايامها وكيف داعبت مخيلة العرب باقامة دولة خلافة اسلامية عربية تمتد من بلاد الحجاز حتى شمال سوريا وكيف طعنتهم بعد ذلك وانتهى الامر بالشريف حسن منفيا حتى مات.
للحصول على مجلد pdf لاعداد السنة الاولى 1916-1917 من الجريدة
اضافة تعليق |
ارسل إلى صديق |
لا تزال الأسئلة والتكهنات كثيرة حول نشوء تنظيم "الماسونية" السري والذي يعرف باسم "عشيرة البناؤون الأحرار"، ومن الروايات الشائعة عن نشأة الماسونية المزيد
لم يثر رجل الجدل كما أثاره جرجي زيدان، فمنهم من اعتبره باحثاً وأديباً وصحفياً موسوعيا ومجدداً في إسلوب الطرح التاريخي، ومنهم من اعتبره مخرباً مزوراً للتاريخ عامة وللتاريخ الإسلامي خاصة المزيد
قلة يعرفون أن اسكندر فرح و هو من مواليد دمشق سنة 1851م حاز أعلى الدرجات الماسونية في تلك الفترة المبكرة من تاريخ سوريا و حقيقة الأمر أنه عندما تعين مدحت باشا المزيد
في مطلع العشرينات نشطت حركة بناء العقارات في محلة العزيزية سواء بهدف السكن أو التجارة. قام عدة أثرياء ببناء أبنية سكنية تشابه القصور للسكن فيها. المزيد
عند انتهاء الحرب العالمية الأولى عام 1918، انسحبت القوات التركية وحلفاءها الألمان من سوريا، و قد كان تعدادهم قد وصل إلى عشرة آلاف جندي ألماني، وخمسة عشر ألف جندي تركي، وحوالي اثنا عشر ألف جندي عربي موالين للعثمانيين المزيد
يعتبر بيت الخواجة فتحي انطاكي من أهم واقدم البيوت في محلة العزيزية، وتعود قصة بناء هذا البيت للقرن التاسع عشر عندما أدرك ثلاثة من تجار حلب في الربع الأخير من القرن التاسع عشر أن فرصة الربح كبيرة في حال المتاجرة بالاراضي المعدة المزيد