بعدما خرجت الجيوش العثمانية من بلاد الشام عام 1918 ودخول الأمير فيصل بن الشريف حسين البلاد تم تشكيل "المؤتمر السوري الأول" من أعيان سوريا وفلسطين ولبنان والأردن، كان معظمهم أعضاء في مجلس المبعوثان العثماني.
بدأ هذا المؤتمر الذي يشابه " البرلمان" حينها وضع أول دستور لسوريا التي كانت تضم كل البلاد المذكورة اعلاه.
كان هذا المؤتمر بمثابة "اللجنة التأسيسية" التي تضع الدستور ثم تتحول الى مجلس نيابي او تحل نفسها ويعاد انتخاب مجلس نيابي جديد.
كتب العديد من البحاثة عن عمل أعضاء هذا المؤتمر لكن للأسف لم يعتمد معظمهم على محاضر الجلسات لما جرى بين أعضاء هذا المؤتمر من مباحثات حول شكل الحكم في سوريا وتناقل السلطة وهل اعتبروا البلاد "عربية" أم كان اسمها سوريا فقط؟
طبعا هذا الامر جدير بحثه في ظل الموجة الحالية التي تنادي بأن وصف سوريا بالعربية هو أمر حديث نسبيا وان الأصل هو " الجمهورية السورية" وليس "الجمهورية العربية السورية"
بحثوا في موضوع أحقية المرأة في الانتخاب من عدمه، والغريب أن بيروت انقسمت بين مؤيد لأحقية المرأة بالانتخاب ورافض له، أما تجار دمشق فقد وقفوا ضده.
بحثوا حول حقوق تمثيل الأقليات في المجلس النيابي وغيره من المجالس وفق نسب محددة محفوظة لهم.
بحثوا في كل بند من بنود مشروع الدستور واختلفوا حول بعض المواد لدرجة عموم الفوضى في بعض الجلسات وتعليقها. بل وقرروا حذف بعض المواد بشكل جذري لاختلافهم حولها.
للاسف وخلال مباشرة المؤتمر أعماله بمناقشة بنود مشروع الدستورالمقترح وصلت قوات غورو لدمشق ولم يتم إقرار هذا الدستور بشكل رسمي.
وكان موقف الحكومة وأعضاء المؤتمر نازعا للسلام ورفض مقاومة القوات الفرنسية.
تعتبر هذه المحاضر الموثقة مرجعا رئيسيا وهاما لإعادة نقد التاريخ السوري في تلك الفترة بعيدا عن الاقاويل والبطولات المزعومة
وتشكل هذه المحاضر المرجع الأدق للباحثين الرصينين.
للراغبين بالحصول على مجلد " محاضر جلسات المؤتمر السوري الأول" 1920 في ملف PDF.
اضافة تعليق |
ارسل إلى صديق |
لا تزال الأسئلة والتكهنات كثيرة حول نشوء تنظيم "الماسونية" السري والذي يعرف باسم "عشيرة البناؤون الأحرار"، ومن الروايات الشائعة عن نشأة الماسونية المزيد
لم يثر رجل الجدل كما أثاره جرجي زيدان، فمنهم من اعتبره باحثاً وأديباً وصحفياً موسوعيا ومجدداً في إسلوب الطرح التاريخي، ومنهم من اعتبره مخرباً مزوراً للتاريخ عامة وللتاريخ الإسلامي خاصة المزيد
قلة يعرفون أن اسكندر فرح و هو من مواليد دمشق سنة 1851م حاز أعلى الدرجات الماسونية في تلك الفترة المبكرة من تاريخ سوريا و حقيقة الأمر أنه عندما تعين مدحت باشا المزيد
في مطلع العشرينات نشطت حركة بناء العقارات في محلة العزيزية سواء بهدف السكن أو التجارة. قام عدة أثرياء ببناء أبنية سكنية تشابه القصور للسكن فيها. المزيد
عند انتهاء الحرب العالمية الأولى عام 1918، انسحبت القوات التركية وحلفاءها الألمان من سوريا، و قد كان تعدادهم قد وصل إلى عشرة آلاف جندي ألماني، وخمسة عشر ألف جندي تركي، وحوالي اثنا عشر ألف جندي عربي موالين للعثمانيين المزيد
يعتبر بيت الخواجة فتحي انطاكي من أهم واقدم البيوت في محلة العزيزية، وتعود قصة بناء هذا البيت للقرن التاسع عشر عندما أدرك ثلاثة من تجار حلب في الربع الأخير من القرن التاسع عشر أن فرصة الربح كبيرة في حال المتاجرة بالاراضي المعدة المزيد