كتاب "انسانية جديدة تبني عالما جديدا، كيف يعيش 180 مليونا من السكان في وطن الاشتراكية" بقلم فرج الله الحلو 1937 يعتبر هذا الكتاب من أندر الكتب خاصة أن مؤلفه هو القائد الشيوعي الشهير فرج الله الحلو، وأنه أصدره في منتصف الثلاثينات من القرن الماضي ككتاب ترويجي للفكر الشيوعي الذي لم يكن قد انتشر بكثافة بعد في الدول العربية.
ولد القائد الشيوعي اللبناني فرج الله الحلو عام 1906 في احدى قرى جبيل من عائلة فقيرة وتلقى تعليما بسيطا، عمل مدرسا للمرحلة الابتدائية عام 1926 في الكلية الانجيلية بحمص وانتسب للحزب الشيوعي السوري اللبناني عام 1931 وهو في السادسة والعشرين من العمر .
في عام 1934 سافر للاتحاد السوفيتي وفي عام 1937 انتخب سكرتيرا للجنة المركزية للحزب الشيوعي
في العام 1946 كان الحلو قد أصبح الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني الذي انفصل مؤقتا عن الحزب الشيوعي السوري ثم عادا للتوحد.
في عام 1947 وبعد صدور قرار الأمم المتحدة بتقسيم فلسطين، يعلن فرج الله الحلو عن: " أسفه لموافقة الاتحاد السوفييتي على هذا القرار" مما جعل الحزب يعاقبه بالطرد بعدما ثبتت معارضته لقرارات الاتحاد السوفييتي .
فما كان منه الا ان كتب رسالة اعتذار تحت اسم ممارسة النقد الذاتي الحزبي اشتهرت باسم "رسالة سالم" وسالم هو احد الاسماء الحركية لفرج الحلو تمت بعدها اعادته للحزب.
بعد سقوط الشيشكلي عام 1954 كان الحلو مسؤولاً عن جريدة الحزب الشيوعي اليومية وهي جريدة النور التي ما زالت اصدر حتى الان.
كان «فرج الله الحلو» سكرتيراً عاماً للحزب الشيوعي السوري اللبناني، حين تمت الوحدة المصرية السورية في فبراير 1958، فانفصل الحزبان ليصبح «الحلو» سكرتيراً للحزب اللبناني، الذي ظل علنياً، بينما اضطر الحزب السوري للعودة الى العمل السري، بعد أن تقرر حل جميع الأحزاب السورية في أعقاب الوحدة، تمهيداً لإنشاء تنظيم سياسي واحد، هو الاتحاد القومي.
وبعد أقل من عامين على اتمام الوحدة، تدهورت بإيقاع سريع، العلاقات بين عبدالناصر والشيوعيين العرب، بسبب اعتراضهم على صيغة الوحدة الاندماجية، وتفضيلهم لاتحاد فيدرالي يقتصر على توحيد القوات المسلحة والسياسة الخارجية، على أن يكون لكل جمهورية حكومتها المحلية وبرلمانها الإقليمي، تحمل «فرج الله الحلو» عبء إعادة تنظيم الحزب في سوريا، وكان يتسلل الى دمشق، لكي يلتقي بقياداته، وينظم نشاطه، وكان اسمه الحزبي حينها أبو فياض، تسلل إلى دمشق ليلة 25 يونيو 1959، عبر الحدود السورية اللبنانية، ببطاقة مزورة، تحمل اسم «عسّاف منصور»، لتنقطع ـ منذ ذلك الحين ـ أخباره.
تم اعتقال الحلو بوشاية من أحد أعضاء حزبه واقتيد للتحقيق معه للاعتراف بأسماء بقية أعضاء الحزب المستمرين بالعمل السري الذي منعه عبد الناصر.
فبدأوا ينفخونه بمنفاخ اطار السيارات إلى ان ترتفع بطنه فيضغطون عليها لتفريغ الهواء.
كان «فرج الله الحلو» أيامها في الثالثة والخمسين من عمره، وكان مريضاً بالقلب فتوفي تحت التهذيب في 26 حزيران من عام 1959.
قرر وزير الداخلية «عبدالحميد السراج» اخفاء وفاته تحت التعذيب بإخفاء نبأ اعتقاله من الأساس وقام بدفنه في منطقة المقالع قرب المزة ثم قرر نبش الجثة وتذويبها بالأسيد في مغطس حمام مكتب في شارع بغداد في دمشق. لإخفاء معالم القصة تماماً.
حينما كان عبدالناصر في زيارة الهند سنة 1960 سأله الصحفي الهندي المشهور كارانجيا عن فرج الله الحلو، فنفى عبدالناصر اعتقال فرج الله الحلو.
بعد سقوط الوحدة مع مصر تم كشف ملف فرج الله الحلو وجرت محاكمة في دمشق بعد الانفصال أدانت الجريمة وحكمت على العنصر الذي قام بعملية التعذيب والتذويب بالسجن خمسة عشر عاماً.
وتحول فرج الله الحلو لرمز من رموز الحزب الشيوعي وغنى له الرفاق الأغنية الشهيرة باسم ”يارفاق الفكر” والتي تقول:
"يا رفاق الفكر والدم ناضلو
إحنا وانتو بدرب فرج الحلو
ونبقى نرفع للأبد فكر فرج الله وفهد
فكر كل الكادحين
فكر كل الثائرين
ونبقى وياكم نردد صوت فرج الله الحلو".
واشتهرت أيضا قصيدة الشاعر المسرحي المصري نجيب سرور التي قال فيها:
“القرن يقال العشرين
والعام التاسع والخمسين
وأنا في الزنزانة منفردا أترقب
وقع أقدام الجستابو
صوتٌ:
مات بالأمس فرجْ
أيها العمالُ في كل مكانْ
منذ أن كانوا وكنـَّا
منذ كان العبدُ يعملْ
ثم لا يـأكلُ
والسيـُّد ُ يـأكلْ
منذ كان القـنُّ يعملْ
ثم لا يـأكلُ
والمالك يـأكلْ”.
للاطلاع على هذا الكتاب النادر "انسانية جديدة تبني عالما جديدا، كيف يعيش 180 مليونا من السكان في وطن الاشتراكية"لمن يرغب بدراسة مراحل نشر الافكار الشيوعية في البلاد العربية في بداياتها وللراغبين بالحصول عليه في ملف pdf.
اضافة تعليق |
ارسل إلى صديق |
لا تزال الأسئلة والتكهنات كثيرة حول نشوء تنظيم "الماسونية" السري والذي يعرف باسم "عشيرة البناؤون الأحرار"، ومن الروايات الشائعة عن نشأة الماسونية المزيد
لم يثر رجل الجدل كما أثاره جرجي زيدان، فمنهم من اعتبره باحثاً وأديباً وصحفياً موسوعيا ومجدداً في إسلوب الطرح التاريخي، ومنهم من اعتبره مخرباً مزوراً للتاريخ عامة وللتاريخ الإسلامي خاصة المزيد
قلة يعرفون أن اسكندر فرح و هو من مواليد دمشق سنة 1851م حاز أعلى الدرجات الماسونية في تلك الفترة المبكرة من تاريخ سوريا و حقيقة الأمر أنه عندما تعين مدحت باشا المزيد
في مطلع العشرينات نشطت حركة بناء العقارات في محلة العزيزية سواء بهدف السكن أو التجارة. قام عدة أثرياء ببناء أبنية سكنية تشابه القصور للسكن فيها. المزيد
عند انتهاء الحرب العالمية الأولى عام 1918، انسحبت القوات التركية وحلفاءها الألمان من سوريا، و قد كان تعدادهم قد وصل إلى عشرة آلاف جندي ألماني، وخمسة عشر ألف جندي تركي، وحوالي اثنا عشر ألف جندي عربي موالين للعثمانيين المزيد
يعتبر بيت الخواجة فتحي انطاكي من أهم واقدم البيوت في محلة العزيزية، وتعود قصة بناء هذا البيت للقرن التاسع عشر عندما أدرك ثلاثة من تجار حلب في الربع الأخير من القرن التاسع عشر أن فرصة الربح كبيرة في حال المتاجرة بالاراضي المعدة المزيد