العمامة
إذا عدنا بذاكرتنا إلى أوائل القرن التاسع عشر نجد أن العمامة كغطاء للرأس كانت في سورية :
علامة للدين : فعمامة المسلمين كانت خضراء أو بيضاء ، وعمامة المسيحيين زرقاء و عمامة اليهود سوداء .
علامة لمنشأ الأفراد و عنصرهم و مكان إقامتهم : فكان لكل من الأتراك و اليونان و الأكراد و العجم و التركمان و البدو غطاء خاص للرأس .
علامة لمكانة الأفراد :الاجتماعية و العسكرية و الدينية و الاقتصادية فعلو الدرجة كان مرموزاً إليه بطول غطاء الرأس أو ازدياد حجم العمامة .
كذلك لباس رأس الغني يخالف لباس رأس الفقير ، و نمط لف العمامة يختلف بحسب الطبقة الاجتماعية .
الطربوش
وفي أوائل القرن التاسع عشر أخذ غطاء الرأس يتبدل عندما بدأت حركة محمد علي فانتقلت حالة لباس الرأس من التعقيد إلى البساطة و أصبح عبارة عن الطربوش الأحمر الذي كان يلبسه اليونانيين ، وقد سلك السلطان محمود الثاني بعد انخذال الانكشارية ( 15 حزيران سنة 1828) الطريق التي سلكها محمد علي .
و ما بين سنة 1829 – 1891 م تعمم الطربوش في سورية .
و بهذه المناسبة ذكرت سجلات القنصلية الفرنسية في بيروت بتاريخ نيسان سنة 1830 ما يلي :
(تلقى حاكم بيروت أمراً بأن يترك العمامة الكبيرة و يجعل لباس الرأس لكافة الموظفين طربوشاً أحمر بسيطاً )
و قد احتج موظفو الإمبراطورية بشدة على السلطان محمود الثاني لاتخاذه غطاء اليونانيين شعاراً لهم ، و حدثت مهزلة من جراء هذا التغيير لأن اللباس الجديد كان يستجلب الهزء و السخرية فضلاً عن أن الشيء الأجنبي كان في ذلك الزمان مكروهاً .
غير أن إصلاحات محمود الثاني لم تمنع حصول الاختلافات حول لباس الرأس و كان سيتوقف سبر التطور الذي أجراه محمود الثاني في عهد السلطان عبد المجيد إذ أن شيخ الإسلام طلب أن يلبس السلطان يوم التتويج لباس الرأس القديم غير أن الصدر الأعظم حين ذاك لم بسمح بتطبيق هذه الفكرة إلا على رجال الدين وحدهم فظفر بعد مقاومة طويلة.
و بقي الطربوش لباس الرأس الرسمي المنتشر في سورية
الفيصلية
و كذلك في بدء مرحلة الانتداب الفرنسي ظهرت حركة ضد الطربوش بقصد الاستغناء عنه و استبداله بلباس رأس وطني خاص بالسوريين ( الفيصلية التي ارتداها الملك فيصل الاول )، على غرار العراقيين الذين درجوا على لبسه بحجة ان الطربوش هو لباس دخيل مأخوذ عن اليونانيين، وأن الطربوش لا يوافق صحة الأفراد لا في الصيف ولا في الشتاء و أنه ليس من مصنوعات البلاد.
ولكن هذه الحركة المناوئة للطربوش لم تنجح .
البرنيطة
أما القبعة الإفرنجية ( البرنيطة ) فكانت تلاقي منذ انتشارها مقاومة شديدة .
و كان لابسها معرضاً للاستهزاء و الاحتكار و تدلنا على ذلك الأقوال العامية الرائجة إذ ذاك أمثال ( أبو برنيطة – أبو طنجرة و غيرها ) و السبب في ذلك أن السوريون تعودوا لبس الطربوش الذي أصبح شعاراً وطنياً.
و لكن المقاومة التي لقيتها القبعة لم تكن شيئاً يذكر بل زاد الإقبال عليها شيئاً فشيئاً ، ولا سيما عند المسيحيين فقد ترك كل منهم العمامة التي كانت رمزاً دينياً ، و سرت هذه الحركة بين المسلمين ببطء.
وفي بدء الانتداب أجريت محاولة لنشر العمامة بين المواطنين عامة إلا أنها لم تنجح ، و هذا كان أيضاً نصيب المحاولة التي قام بها طلاب المدارس الثانوية و الابتدائية سنة 1931 في حلب لتعميم ( الكفية و العقال ).
و في الخمسينات من القرن العشرين ازداد أنصار القبعة يوماً بعد يوم لاسيما في المدن الكبيرة كدمشق و حلب و حمص و في لبنان جميعه .
القلبق التركي
في الاربعينات حدثت تغييرات هامة في غطاء رأس رجال الدرك و الشرطة بدون معارضة ولا احتجاجات ، و أهمل بتاتاً القلبق التركي و عم استعمال نوع من الكاسكيت عند رجال الشرطة و الدرك و موزعى البريد في سورية.
اضافة تعليق |
ارسل إلى صديق |
عندما بدأت الحملة الممنهجة لتبييض صورة السلطان عبد الحميد عمدت بعض الكتابات العربية للترويج لقصة اليهود الدونمة ومحاولتهم شراء أجزاء من فلسطين ورفض السلطان عبد الحميد لذلك بطريقة بطولية مما دعا هؤلاء لخلعه المزيد
جاء في الفصل الأول المعنون : الشخصية الحميدية من كتاب "أوهام الذات المقدسة السلطان عبد الحميد لمؤلفه المحامي علاء السيد وذلك تحت تحت عنوان : رقابة المطبوعات الحيوية المزيد
اعتمد كتاب"أوهام الذات المقدسة، السلطان عبد الحميد الثاني" على حوالى 78 مصدرا ومرجعا و على ما نشر في حوالى 17 جريدة ومجلة من أخبار ومقالات متعلقة بما ورد في الكتاب المزيد
الفهرس 6 , مقدمة 9 , تمهيد 11 , الفصل الأول: الشخصية الحميدية 29 , طفولة سلطان 31 , شروط مدحت 33 المزيد
أفرد كتاب "الذات المقدسة ، السلطان عبد الحميد الثاني" فصلاً كاملاً بعنوان : "السلطان عبد الحميد وقضية فلسطين" في 56 صفحة فيها 116 اشارة توثيقية مرجعية المزيد
لإيفاء دراسة شخصية عبد الحميد حقها، يجب أن نعي تماماً أن هذه الشخصية تطورت وتعقدت خلال ما يزيد عن ثلاثة وثلاثين عاماً من الحكم، المزيد
إن الاستيطان اليهودي في فلسطين زمن الدولة العثمانية حتى نهاية عهد السلطان عبد الحميد وقبل عهد " الاتحاد والترقي" بُني على طريقتين المزيد
مقالة نقد كتاب أوهام الذات المقدسة بعنوان : السلطان عبدالحميد الثاني، بين الكتابة الصحافية وغياب منهجية البحث العلمي. والرد على المقال . المزيد
لا تزال الأسئلة والتكهنات كثيرة حول نشوء تنظيم "الماسونية" السري والذي يعرف باسم "عشيرة البناؤون الأحرار"، ومن الروايات الشائعة عن نشأة الماسونية المزيد
لم يثر رجل الجدل كما أثاره جرجي زيدان، فمنهم من اعتبره باحثاً وأديباً وصحفياً موسوعيا ومجدداً في إسلوب الطرح التاريخي، ومنهم من اعتبره مخرباً مزوراً للتاريخ عامة وللتاريخ الإسلامي خاصة المزيد
قلة يعرفون أن اسكندر فرح و هو من مواليد دمشق سنة 1851م حاز أعلى الدرجات الماسونية في تلك الفترة المبكرة من تاريخ سوريا و حقيقة الأمر أنه عندما تعين مدحت باشا المزيد
في مطلع العشرينات نشطت حركة بناء العقارات في محلة العزيزية سواء بهدف السكن أو التجارة. قام عدة أثرياء ببناء أبنية سكنية تشابه القصور للسكن فيها. المزيد
عند انتهاء الحرب العالمية الأولى عام 1918، انسحبت القوات التركية وحلفاءها الألمان من سوريا، و قد كان تعدادهم قد وصل إلى عشرة آلاف جندي ألماني، وخمسة عشر ألف جندي تركي، وحوالي اثنا عشر ألف جندي عربي موالين للعثمانيين المزيد
يعتبر بيت الخواجة فتحي انطاكي من أهم واقدم البيوت في محلة العزيزية، وتعود قصة بناء هذا البيت للقرن التاسع عشر عندما أدرك ثلاثة من تجار حلب في الربع الأخير من القرن التاسع عشر أن فرصة الربح كبيرة في حال المتاجرة بالاراضي المعدة المزيد