يعد مشروع "مدينتنا" من المشاريع غير المألوفة في التعاطي مع مشاكل مدينة كبيرة كحلب ثاني أكبر المدن السورية، فهو لا يهدف للمساهمة في تخطيط أفضل لها فحسب، بل لحماية تراثها ومساعدة أبنائها على توفير فرص عيش وعمل لائقة أيضا.
وحسب ما جاء في خطط المشروع فإنه لا يهدف فقط إلى المساعدة في تحسين التخطيط العمراني ووضع القوانين، بل أيضا إلى حماية الموارد الطبيعية وتعزيز الأنشطة الثقافية والاجتماعية، وتوفير ظروف معيشية جيدة لسكان المدينة، لاسيما سكان الأحياء الفقيرة فيها بشكل يستند على مشاركتهم في اتخاذ القرار وفي حماية تراث المدينة وهويتها". وفي هذا الإطار تم تنفيذ عشرات المشاريع الصغيرة والمتوسطة في إطاره مثل الحملات الإعلامية المتكررة حول التوعية بأهمية الحفاظ على نظافة وتراث المدينة، وتنفيذ دورات عديدة من برنامج "مهارات" الخاص بتدريب الشباب على مهن مختلفة في مناطق السكن العشوائي بهدف فتح فرص الوظيفة والعمل الحر أمامهم. كما تم في الإطار المذكور تنفيذ العشرات من المشاريع الأخرى وورش العمل الخاصة بتطوير السياحة والبيئة وتأهيل المدينة القديمة وتحسين مجرى نهر قويق وتجميله.
مشروع "مدينتنا" الذي يسمى أيضا "إستراتيجية تنمية مدينة حلب حتى عام 2025"، تقوم بتمويله الوكالة الألمانية للتعاون الفني والتقني/ GTZ بالتعاون مع مجلس مدينة حلب ومجلس تحالف المدن العالمية. وينبثق عن المشروع مشاريع كثيرة في مجالات متنوعة تهدف إلى تحسين مدينة حلب التي تعد العاصمة الاقتصادية لسوريا بعدد سكان يقدر بحوالي 2.1 مليون نسمة.
ويركز المشروع بشكل خاص على تطوير مناطق السكن العشوائي التي تعاني من الفقر ومن ضعف كبير في البنية التحتية، والتي تضم نحو 45 بالمائة من سكان المدينة. وإضافة إلى المشاريع والورش والحملات ينبثق عن المشروع أيضا تحالفات وشراكات محلية وعالمية واتفاقيات تعاون تهدف إلى تبادل المعلومات والخبرة. ومن هذه الجهات على سبيل المثال نقابة المهندسين في حلب، ومركز الأعمال السوري، وصندوق الأمم المتحدة للأطفال، ووكالة وكالة غوث اللاجئين من الأمم المتحدة.
اضافة تعليق |
ارسل إلى صديق |