موشحات: إملأ لي الأقداح، هات أيها الساقي، تقاسيم و ليالي بصوت الشيخ بكري الكردي- تسجيل نادر 1949م
كلمات موشح :إملأ لي الأقداح:
-----------------------------------
إملأ ِلي الأقداح ِصرفاً
ِ واسقنيها للصباح
شُربها تيهاً وعجباً
نورها كالفجر لاح
اَهٌ من خمرٍ قديمة
شُربها ُيبري السَقيما
وطالعٌي فيها سعيد
كل من قد هام تيها
فهو نديم للصباح
كلمات موشح :هات أيها الساقى ودندن باسمي ...مقام : بياتى ..إيقاع : سماعى دارج
--------------------------------------------------------------------------------------
هات أيها الساقي ...ودندن باسمي
إملى المدامه للندامه ...حيث لا شي
الشيخ بكري الكردي ابو صطيف (1909 - 1978): هو ملحن ومنشد حلبي سوري، ولد عام 1909 بجسر الشغور،اسمه الحقيقي "باكير مصطفى باكير"، لقب بالكردي لانه تتلمذ على يد الشيخ أحمد كردي وهو المفتي والدرس في جامع العثمانية بحلب.
بعد وفاة والده توجهت والدته مع ابنها الوحيد اليتيم باكير واختيه للسكن بحارة الجبيلة بحلب، وافتتح محلا لبيع الاقمشة في أسواق حلب القديمة، صادق الحاج أديب خضير تاجر الأقمشة الشهير بحلب والمحب لجلسات الطرب الحلبي.
كان يحلو له الجلوس أمام دكان صديقه الحميم (أبو عادل المنصور) في باب الحديد، على كرسي كبير من القش بمسندين، يرد السلام على من يحييه.
درس الشاب باكير فن الإنشاد والفن على يد أساتذة مرموقين في عصره أمثال: عبد الحليم الموري، وثانيهما توفيق الصباغ، ويذكر بكل إجلال أستاذه الذي علمه القراءة الموسيقية (الشيخ علي الدرويش).
وبات يدعى إلى حفلات الإنشاد الديني التي كانت تقام في المساجد، وكان معه مجموعة من المنشدين الأعلام في زمنهم أمثال: عمرمكناس - الشيخ قدري دلال السنجقدار والد الموسيقار الدكتور محمد قدري دلال - رضوان نيال - ومحمد عمر ابن الشيخ أحمد الكردي حيث كان اجتماعهم مساء يوم الخميس فيما يسمى الخميسية
خسر الشاب باكير الذي تحول اسمه وعٌرف باسم " الشيخ بكري الكردي " تجارته بالاقمشة، عندها ترك العمل التجاري نهائياً.
في أواسط الثلاثينيات تعرّف بالشاعر الأستاذ حسام الدين الخطيب، و ربطت بينهما مودة و انسجام روحي، فلم يفترقا بعدها، و حسام الدين قدم إلى مسقط رأسه حلب، بعد أن كان في الأردن مدرساً للحسين والحسن ابني الملك طلال بن عبد الله النحو والأدب العربي، و طلب منه الأستاذ بكري أن يكتب له بعض الأغاني باللهجة المحكية، و تزويده ببعض القصائد ليلحنها، فكتب الشاعر الخطيب بعض الأغاني بالزجل المصري، و استمر كذلك يكتب الخطيب و يلحن بكري.
بعد أن أسست إذاعة حلب عام 1949، طُلب منه أن يلحن لمطربي ومطربات الإذاعة، فأعطي للأستاذ صبري مدلل أغنية (ابعت لي جواب و طمني) حيث غناها على الهواء، وكانت الأغنية هذه قد غنتها قبلاً على المسرح المطربة ( ليلى حلمي )، كما غنت له السيدة ماري جبران أغنية (لو كان أنينك صحيح).
اشتهرت سهراته في سبتية الحاج أديب خضير التي توقفت مع مرضه في نهاية عام 1974 حيث توفي رحمه الله 1976 وأما اختيار يوم السبت فهو ذكرى وفاة والدته للحاج أديب والذي كان وحيدها.
وتبد أ السبتية عادة بمولد وذكر ثم أضيف اليها دخول عمالقة الطرب في حلب لتتحول إلى سهرة حلبية(بلدي وعنتابي) تفتتح بقصيدة المضرية جماعية ثم يتقدم كل فنان ليقدم وصلة من القدود والموشحات وتختتم السهرة بحلقة ذكر.
وبعد توقف سبتية الخضير انتقلت لتكون سبتية يحيى زين العابدين الشهيرة.
كانت له أيضا سهرة يوم الاثنين في منزل حج نديم طباع قرب زقاق الاربعين ويحضر السهرة احيانا محمد خيري وصباح فخري.
وكان الشيخ بكري كردي لايبدأ الغناء الا بعد لعب برتيه طاولة زهر محبوسة.
أما في الستينات، فكانت قد توطدت بينه وبين المرحوم محمد خيري صداقة متينة، وعلاقة فنية، سجل أثرها من ألحانه قصيدة (طرفها سهم وقلبي هدف) و(ابعت لي جواب وطمني) و(كلمة واحدة) و (كتير دلالك) وجميعها من نظم حسام الدين الخطيب.
كما سجل له الأستاذ مصطفى ماهر (صابوني) مونولوج (الليل جنح الظلام) للشاعر الخطيب، وأغنية (يا اللي سكن قلبي) للدكتور فؤاد رجائي.
أما صباح فخري فسجل من ألحانه دور (القلب مال للجمال) و قصيدتي (ويحه تاه وضل ، والعبرة) من شعر الخطيب.
جاءه يوماً محمد خيري طالباً منه أن يلحن قصيدة (سلبت سعاد من العيون رقادي) و كان يغنيها ارتجالا فأ راد أن يصوغ لها لحناً لكن على عجل، فقال له الأستاذ:
ـ يا أبو هيثم (كنية محمد خيري ) إذا أردت لحناً أرضى عنه، فأمهلني شهراً.
جمعته السهرات – أحياناً – بالملحن الكبير عمر البطش، فكانا ينشدان الموشحات، ويسمع كل منهما الأخر ما لحن.
و لقد رأى الحاج بكري إعراض الملحنين عن بعض المقامات (كالبسته نكار) فلحن فيه موشحه (أقبل الصبح يغني للحياة الناعسة) من شعر أبي القاسم الشابي، ولحن من مقام المستعار (كنت في الروض و من أهوى معي) وآخر ما لحن من الموشحات (لو زارني الحبيب في غفلة الرقيب) من مقام رست.
ومن مشهور مقولاته (وشوشني وانعشني) حييّاً، وكان لا يعجبه من الموسيقين إلا من هو مثله لذاك كان صديقه الوحيد من الموسيقين عازف القانون الرائع (شكري الانطاكي).
يعدما ترك العمل التجاري، وتدين واعتكف في الجامع الاموي الكبير، ثم أصبح مؤذنا للجامع الأموي الكبيربحلب وتم تخصيص غرفة في الجامع له، حتى وفاته في عام 1978 عن حوالى سبعين عاماً.
قد لا يتفق البعض في مسألة جمال صوت الشيخ بكري الكردي ولكنهم لن يختلفوا أبدا في سلامة الأداء وحلاوته.
غنى من ألحانه كل من نور الهدى وماري جبران وليلى حلمي وفيروز المطربة الحلبية وفاتنة وصباح فخري ومحمد خيري ومصطفى ماهر وفؤاد خانطوماني وصبري مدلل وحسن حفار، وآخرون كثر.
اضافة تعليق |
ارسل إلى صديق |