الفيلم الكامل" مقامات المسرة " عن الاستاذ صبري مدلل عام 1997م - اخراج محمد ملص

مكتبة الفيديو    12302  مشاهدة
لمشاهدة الفيلم الكامل" مقامات المسرة " عن الاستاذ صبري مدلل عام 1997م - اخراج محمد ملص على اليوتيوب , انقر هنا

يبدأ الفيلم بالفنان الراحل وهو يعرّف بنفسه فيقول “أنا صبري مدلل، مُدخل السرور إلى قلوب الناس”. 

تأتي هذه الجملة خلال تسجيل للأذان بصوت مدلل، يصفه القائمون على العروض بأنه “يجعلنا نمتصها بأريحية ونشعر بها منطقية طبيعية، لا زائدة ولا مُدعية. 

يترسخ هذا الشعور مع كل ما نسمعه خلال الفيلم من موشحات وأغانٍ بصوته.

يأخذنا الفيلم في مشوار مدته 52 دقيقة قد نمسك من خلاله رأس خيط الحكاية، وندرك الحالة الفنية الخاصة بالحلبية وما شكّلها من تراكمات سمعية. نستكشف الكثير من جمال حلب، حاراتها القديمة، بيوتها العربية، عيون أبنائها، نتعرف على بعض أعلامها، أصواتهم وفنهم، وسهراتهم مع السميعة، خمرتهم فيها الشاي والطرب.

 ويحكي الفيلم سيرة حياة الشيخ صبري مدلل الذي يعد من أواخر شيوخ الطرب في حلب وفرقة « تراث «التي أسسها كتخت شرقي، والتي حافظت على الأداء والغناء كما كان سائداً بالماضي في أصالتـه ونقائه.

يتحدث مدلل في الفيلم عن أغنياته الأصلية التي أصبح يغنيها الجميع مثل”ابعتلي جواب"، و"يجي يوم ترجعلي تاني"، وتناول تفاصيل من سيرته وسيرة وأصول الغناء التي نشأ عليها والتي عاشتها حلب وحافظت عليها عبر العصور.

وقد ربط الشيخ صبري مدلل ألحانه وغناءه بالمدرسة الحلبية، التي تعتبر احدى المدارس الأساسية في الموسيقى الشرقية. 

فعلى الرغم من أن هذه المدرسة، كانت قد تأسست على قواعد الانشاد الديني، فان ظهور عدد من المعلمين في أوائل هذا القرن أمثال الشيخ علي الدرويش وعمـر البطـش وبكري الكردي، أعاد إحياء هذه المدرسة، يعد الشيخ صبري الذي تتلمذ على يد هؤلاء المعلمين، شاهداً على هذه المدرسة، مثلما يعتبر اليوم بذاكرته وتجربته الطويلة، مرجعا تاريخيا. ويتخلل عرض الفيلم لحظات من الطرب الشرقي من خلال كاميرا المخرج محمد ملص حامل لقب شاعر السينما العربية.

صبري مدلل (و. 1918 - ت. 2006)، هو فنان سوري اشتهر بالغناء الديني والموشحات والمقامات في مدينة حلب. 

ُوُلد صبري أحمد المدلل عام 1918 في حي الجلوم بمدينة حلب، سوريا. اكتشف والده موهبة ابنه الفنية وصوته العذب من خلال قراءة القرآن لدى شيخ الكتاب، ثم من خلال إنشاده بعض التواشيح في حلقة الذكر التي كان يصحبه إليها، وهو لم يتجاوز السادسة، وفي الثانية عشرة دفعه إلى المعلم عمر البطش الذي رعاه وقاده إلى الطريق التي تابع فيها حتى أضحى نجماً وعلماً يشار إليه.

ارتاد صبري حلقات الذكر، وسمع وحفظ وتأثر بأساتذة عصره، وفي عام 1949 دخل اذاعة حلب مع المجوّدين من المطربين، فغنى على الهواء من ألحان بكري الكردي أغنيتين "ابعتِ لي جواب" و"يجي يوم وترجع تاني"، وهما للشاعر حسام الخطيب، ثم ترك الإذاعة لينشئ فرقة إنشاد ويختص بالغناء الديني.

كانت الفرقة تحيي الحفلات الدينية وحفلات الطرب مع الفرقة الموسيقية. التزمت الفرقة بإحياء حفلات المولد وحلقة الذكر في أكثر من جامع في حلب. وفي جامع الكلتاوية تعرف الباحث الموسيقي البلجيكي كريستيان بوخه بالفرقة فسجل لهم أسطوانتهم مؤذنو حلب. وفي عام 1975، نظمت لهم حفلة في قصر الثقافة بباريس كانت فاتحة عهد جديد للإنشاد الديني في أوروبا، ثم دعيت الفرقة إلى مهرجان الموسيقى العربية لامونديال La Mondial 1986، فأثبتت قدرتها، وظهرت أهمية الحاج صبري كقائد لها.

شارك صبري مدلل خلال مسيرته الغنية في العديد من المهرجانات المحلية في سوريا والمهرجانات العربية والدولية منها في باريس وقرطاج في تونس وبيروت ومصر وغيرها.. وقد خلف المرحوم مدلل الكثير من الألحان وجُلها ألحان دينية منها: يانبى سلام عليك، وراحت الاطيار تشدو، وحيو الهادى بذكرى الاسراء، وأحمد ياحيبى سلام عليك.. حافظ الحاج صبري على ما ورثه من أساليب الأداء والغناء والانتقاء، فلم يخرج عن الجمل الموسيقية القديمة، ولم يتصرف فيها إلا في حدود الجماليات، وما يتناسب وإمكانياته الصوتية العالية التي دربها أحسن تدريب، وكان لا يعجبه من الألحان إلا الرصين، ولا يقنعه سوى ما أتقن صنعه، واستكمل حظه من المراجعة والتنقيح والتدبيج، وهذا ما انعكس إيجاباً في ألحانه، لقد استلهم ما خزنته ذاكرته من أعمال سيد درويش ورياض القصبجي ومحمد عبدالوهاب وزكريا أحمد وداود حسني فأعطى لوناً جميلاً، في أثواب لم يعرفها الإنشاد الديني قبلاً ولم يعهد مثلها في قوالبه.

الغناء الصوفي

دخل مدلل مجال الغناء الصوفي من أوسع أبوابه، فغنى ولحن الكثير من أعمال المتصوفة أمثال ابن الفارض، فكانت ألحانه تصيب السامعين بنفخة صوفية روحية قوية تأسرهم لساعات بعد استماعها بصوت الحاج صبري، وهذا ما أصاب الجمهور الفرنسي لما دعي صبري إلى فرنسا للمرة الأولى، ثم الثانية في مهرجان التراث العربي في باريس، وكان صبري وقتها في الثمانينات من عمره.

 شكلت باريس منعطفاً هاماً في حياة صبري مدلل، ولكن للأسف متأخراً، على إثر حفلاته هناك خرج صوته إلى العالم بآلاف النسخ من التسجيلات.. وهكذا أخيراً خرج صبري تلك الموهبة الفذة من "دكان الحاج صبري مدلل للعطارة" ليغني مع تخت شرقي كامل وهو في عقده الثامن من العمر.

كُتب عنه الكثير حول أسلوبه الغنائي، وطريقة أداءه، ومواضيع موشحاته، ومقاماته، وأُجريت لقاءات عديدة معه في التلفزيون السوري ومحطات أخرى عربية واجنبية، وظهرت كتب حول فنه ومقالات عديده عنه، وأنجز المخرج السوري محمد ملص فيلما" وثائقيا" عنه يحكي تاريخ هذا الفنان السوري الكبير.

شارك الموضوع مع اصدقائك !!
لمتابعة أحدث منشورات دار الوثائق الرقمية التاريخية على شبكات التواصل الاجتماعي :

مواضيع اخرى ضمن  مكتبة الفيديو