عقدت الجامعة العربية اجتماعا هاما في منتصف شهر آب من عام 1962 بناء على شكوى مقدمة من سورية بمواجهة الرئيس المصري عبد الناصر، تراس الوفد السوري الدكتور جمال الفرا وبعضوية السفير خليل كلاس ومعه السفير الدكتور اسعد محاسن والسفير أمين النفوري والسفير عبد الغني قوت وغيرهم .
وتشكل الوفد المصري برئاسة السفير اكرم ديري والسفير جاد عز الدين وغيرهم.
قدم الوفد السوري مجموعة من الوثائق تثبت تدخل عبد الناصر في الشؤون الداخلية السورية وهاجم خليل كلاس - الذي كان وزيرا للاقتصاد عام 1958 زمن الوحدة- بعنف عبد الناصر من حلال خطبه المتتالية في الاجتماع الذي طلب أن يكون علنيا وبدأ الاجتماع بأن اعلن رئيس الوفد المصري أن حفنة من الرجعيين والخونة والعلماء تتحكم في سورية فرد عليه الكلاس وقال في خطبه المتعددة "ان الذي تحقق في شباط 1958 لم يكن من الوحدة في شئوانما كان قبرا مظلما رهيبا واتهمه بانه كان يحكم البلاد بلا دستور وبلا قانون و بلا عرف " وذكر بالتفصيل حوادث تعذيب واعدام شريف الدروبي وبيير شدرفيان وفرج الحلو على ايدي جلادي عبد الناصر وتحدث مفصلا عن اسلوب عبد النصر التأميمي المدمر وجعله تدميرا عاما شاملا لاقتصاد البلاد بعدما نزعت المعلمل من ايدي اصحابها وسلمت لاجهزة ماجورة من المخابرات كما اتهمه للسعي لتصفية القضية الفلسطينية تصفية شاملة للاسباب التي اوضحها في خطابه و خاطبه قائلا انت عدو لمصر وواجبنا وواجب العرب الخلاص منك في مصر و ان وحدته هي تسلط وعبودية وذل واشار الى دور الوحدة في التدمير الممنهج لقوة الجيش السوري ونقل سلاح طيرانه وسلاح غواصاته لمصر و الاستيلاء عليها وتسريح الاف الضباط السوريين دون وجه حق مما افقد الجيش قياداته.
أما السفير اسعد محاسن فقد وصف عبد الناصر في خطابه بأنه "استحق بكل جدارة لقب مسفه أحلام العرب وأمانيهم" وقال ان عميل الاستعمار ومحتكر الرجعية هو من يترك لاسرائيل حرية المرور في خليج العقبة ويفتح امامها مجالات التعاون الاقتصادي مع الدول الافريقية" واتهمه باعداد "مخطط رهيب" لتقويض الامكانات العربية حتى تتمكن الصهيونية من تحقيق اغراضها"
اهمية هذا الكتاب النادر والذي قدمه لنا المحامي الاستاذ صدام بلال من مكتبته العامرة بعدما دفن ذكر هذا الكتاب تكون في طرحه نصوص ووثائق واحصائيات دقيقة تفصل أعمال عهد الوحدة مع مصر.
اغلب الروايات والقصص التي نسمعها عن عهد الوحدة تندرج في خانة القصص غير الموثقة والتي يتهم صاحبها بالانحياز لهذا الطرف او ذاك ولكن هذا الكتاب جاء مرفقا بالوثائق و الاحصائيات مما يجعله مرجعا ومصدرا مهما للدراسات البحثية عن تلك الفترة الهامة في تاريخ سوريا.
للحصول على ملف pdf من كتاب "نصوص ووثائق الشكوى السورية أمام الجامعة العربية ضد التدخل الناصري في الشؤون السورية 1962م"
اضافة تعليق |
ارسل إلى صديق |
لا تزال الأسئلة والتكهنات كثيرة حول نشوء تنظيم "الماسونية" السري والذي يعرف باسم "عشيرة البناؤون الأحرار"، ومن الروايات الشائعة عن نشأة الماسونية المزيد
لم يثر رجل الجدل كما أثاره جرجي زيدان، فمنهم من اعتبره باحثاً وأديباً وصحفياً موسوعيا ومجدداً في إسلوب الطرح التاريخي، ومنهم من اعتبره مخرباً مزوراً للتاريخ عامة وللتاريخ الإسلامي خاصة المزيد
قلة يعرفون أن اسكندر فرح و هو من مواليد دمشق سنة 1851م حاز أعلى الدرجات الماسونية في تلك الفترة المبكرة من تاريخ سوريا و حقيقة الأمر أنه عندما تعين مدحت باشا المزيد
في مطلع العشرينات نشطت حركة بناء العقارات في محلة العزيزية سواء بهدف السكن أو التجارة. قام عدة أثرياء ببناء أبنية سكنية تشابه القصور للسكن فيها. المزيد
عند انتهاء الحرب العالمية الأولى عام 1918، انسحبت القوات التركية وحلفاءها الألمان من سوريا، و قد كان تعدادهم قد وصل إلى عشرة آلاف جندي ألماني، وخمسة عشر ألف جندي تركي، وحوالي اثنا عشر ألف جندي عربي موالين للعثمانيين المزيد
يعتبر بيت الخواجة فتحي انطاكي من أهم واقدم البيوت في محلة العزيزية، وتعود قصة بناء هذا البيت للقرن التاسع عشر عندما أدرك ثلاثة من تجار حلب في الربع الأخير من القرن التاسع عشر أن فرصة الربح كبيرة في حال المتاجرة بالاراضي المعدة المزيد