بعدما تم التهجير القسري للمواطنين الارمن في الدولة العثمانية عام 1915م خلال الحرب العالمية الأولى مع ما رافقه من فظائع وويلات، اختبأ قسم من المهجرين الأرمن خلال سيرهم في قوافل التهجير في أماكن بعيدة عن أعين السلطات العثمانية في مدينة حلب وريفها ، واستطاعوا فعل ذلك بطرق مختلفة سواء منها بتعاطف بعض المأمورين بحراسة القوافل من الشرفاء الذين رفضوا المشاركة بهذه المذبحة، او بدفع الرشاوي لهؤلاء الحراس من أموال الحلبيين مسلمين ومسيحيين والذين تعاطفوا مع هؤلاء البؤساء، الذي حكم على معظمهم بالموت خلال الرحلة الطويلة التي انتهت في دير الزور.
بقي هؤلاء النازحون مختبئين حتى نهاية الحرب العالمية الأولى عام 1918 ودخول الجيوش الفيصلية والانكليزية ثم الفرنسية لسوريا فبدأو بالظهور علنا، وقام الحلبيون بتقديم قطع أراض قريبة من حلب ليبنوا عليها مساكنهم الجديدة ، منها في منطقة بستان الباشا ومنها في الميدان ومنها في منطقة الرام قرب حي السليمانية، بل إن أحدهم قدم لهم بناء قصر كان ينوي سكنه ليقيم فيه هؤلاء النازحون البؤساء ، وهو ما تحول لاحقا لما سمي خان الزيتون.
بدأ الارمن المهجرون ببناء مساكن بسيطة من الصفيح لتأويهم ، ثم تحولوا لتدعيمها باللبن والطين، ورغم فقرهم الشديد وبؤس حالهم بعدما تم تجريدهم من كل ما يملكون في أرضهم الأم وإبادة عائلات بكاملها كانت تسكن في قرى ومدن وطنهم الأم أرمينيا، فقد قاموا ببناء كنيستهم الاولى في وطنهم الجديد سوريا وهي كنيسة الصليب ولاحقا اصبح اسمها القديس كيفورك (جاورجيوس) بحي الميدان، وبنوا مدرستهم الاولى أيضا لتعليم أطفالهم، وقدم لهم الحلبيون - الذين احتضنوهم وتزوجوا بناتهم - عدة دور خيرية للايتام الذين تم قتل أهاليهم خلال رحلة الموت، ثم انطلقوا جميعا للعمل والتعلم ورفضوا تماما الاستجداء والبقاء دون عمل.
وشكلوا لاحقا طيفا آخاذا من أطياف مدينة حلب.
السابق | عرض الكل | التالي |
اضافة تعليق |
ارسل لصديق
|
لا تزال الأسئلة والتكهنات كثيرة حول نشوء تنظيم "الماسونية" السري والذي يعرف باسم "عشيرة البناؤون الأحرار"، ومن الروايات الشائعة عن نشأة الماسونية المزيد
قلة يعرفون أن اسكندر فرح و هو من مواليد دمشق سنة 1851م حاز أعلى الدرجات الماسونية في تلك الفترة المبكرة من تاريخ سوريا و حقيقة الأمر أنه عندما تعين مدحت باشا المزيد
لم يثر رجل الجدل كما أثاره جرجي زيدان، فمنهم من اعتبره باحثاً وأديباً وصحفياً موسوعيا ومجدداً في إسلوب الطرح التاريخي، ومنهم من اعتبره مخرباً مزوراً للتاريخ عامة وللتاريخ الإسلامي خاصة المزيد
في مطلع العشرينات نشطت حركة بناء العقارات في محلة العزيزية سواء بهدف السكن أو التجارة. قام عدة أثرياء ببناء أبنية سكنية تشابه القصور للسكن فيها. المزيد
عند انتهاء الحرب العالمية الأولى عام 1918، انسحبت القوات التركية وحلفاءها الألمان من سوريا، و قد كان تعدادهم قد وصل إلى عشرة آلاف جندي ألماني، وخمسة عشر ألف جندي تركي، وحوالي اثنا عشر ألف جندي عربي موالين للعثمانيين المزيد
يعتبر بيت الخواجة فتحي انطاكي من أهم واقدم البيوت في محلة العزيزية، وتعود قصة بناء هذا البيت للقرن التاسع عشر عندما أدرك ثلاثة من تجار حلب في الربع الأخير من القرن التاسع عشر أن فرصة الربح كبيرة في حال المتاجرة بالاراضي المعدة المزيد