تسجيل نادر لمونولوج بعنوان : اهلا بالاحباب ..زمان هالوج الحلو ما بان - للمؤدي الشعبي سلامة الاغواني سجلته شركة أسطوانات سودوا الوطنية الحلبية لأصحابها وتار أخوان في ثلاثينات القرن الماضي
من أرشيف المحامي علاء السيد
سلامة بن أحمد المصري المعروف بسلامة الأغواني .. هو مونولوجست شعبي ولد في دمشق عام 1907، في حي القيمرية ونشأ فيها وعمل سائقاً، ثم ظهرت ميوله الفنية منذ ثلاثينيات القرن العشرين، فقام بدايةً بكتابة الزجل، ثم تطور أداؤه إلى الغناء الناقد بعد أن التقى بالملحن صبحي سعيد، الذي كان يلحن له المنولوجات ليقدمها بصوته عبر الأسطوانات، وأول ما قدمه مونولوجان سنة 1927 بعنوان (نحنا الشوفيرية نحنا ياجدعان) ومونولوج (اسمعوا يا أهلية) اللذان صدرا عن شركة سورية الوطنية في أسطوانة خاصة.
هذه المونولوجات أغضبت سلطات الاستعمار الفرنسي فأصدر المفوض السامي الفرنسي قراراً بنفي الأغواني إلى أفغانستان وبقي فيها تسعة أشهر، وبعد تسعة أشهر توسط له رئيس الجمهورية آنذاك "محمد علي العابد" لدى المفوض السامي الفرنسي ليعود إلى بلده بعد أن أخذ منه الفرنسيون تعهداً بعدم مهاجمتهم وكان ذلك عام 1932.
اهتم الاغواني بعدة قضايا اجتماعية ووطنية وسياسية، وحين انتقد سلطات الاحتلال الفرنسي والحكومات التي كانت تحكم آنذاك تعرض للسجن لعدة مرات.
كتب الاستاذ احمد بوبس : "في منتصف الخمسينيات بعدما انتقل مبنى إذاعة دمشق إلى شارع النصر، كان سلامة الأغواني شديد الانتقاد للتجار، كان يهاجمهم بسبب الغش والاحتكار وغلاء الأسعار. ومن مونولوجاته في ذلك الحين (على مين ومين ومين) و(ياناس مين متلي محتار) و(غلاء الأسعار)، هذه المونولوجات سببت حقد التجار عليه.
حاولوا شراءه بالمال، لكنه لم يسكت، وسعوا إلى أصحاب النفوذ في الإذاعة،ولم يفلحوا أيضاً، فقام بعض التجار بإرسال عدد من أزلامهم للاعتداء عليه، ورابطوا له في سوق الحميدية وهو الطريق الذي يسلكه في أثناء عودته إلى بيته في القيمرية وانهالوا عليه بالضرب، وكادوا يقضون عليه، لولا تدخل بعض المارة الذين خلصوه من أيديهم ونقلوه إلى المشفى.
يتابع "بوبس": «تناول "الأغواني" في مونولوجاته الكثير من القضايا الاجتماعية انتقد فيها العادات الاجتماعية السيئة مثل الاحتكار وغلاء الأسعار وغلاء المهور والكذب والمماطلة والتسويف وغيرها، ففي مونولوج "ياناس مين متلي محتار" الذي قدمه عام 1947 انتقد بعنف غلاء الأسعار، وفي مونولوج "على مين ومين ومين" شن حملة شعواء على التجار المحتكرين الذين يسببون الغلاء. وقدم منولوجات عن غلاء المهور وطلبات أهل العروس الكثيرة التي تنهك كاهل الشباب وتجعلهم يعزفون عن الزواج منها مونولوج "اعمل معروف انتبه وشوف"، الذي يقدم فيه نماذج من الطلبات الكثيرة لأهل البنت من طالب الزواج من ابنتهم، ودعا في مونولوج "دبرونا ياأهل الدين" رجال الدين للوقوف في وجه ظاهرة غلاء المهور، وصدر المونولوج في اسطوانة عن شركة سودوا الوطنية عام 1937.
كما انتقد عادة التبذير السيئة في مونولوج "ياسوري حاجه تبذير" وفيه دعا المواطن لتوفير المال لضروريات الحياة والاستغناء عن الكماليات، وفي مونولوج "شوف شوف شوف" يسلط الضوء على جملة أمراض اجتماعية مثل التسويف والمماطلة، وكرر نفس الشيء في مونولوغ "بكره بكره" وفي مونولوج "الحق مو عليك ولاعليي" يقدم نماذج من الأصدقاء الذين يضحكون لأصدقائهم في غناهم ويتنكرون لهم عندما يصبحون فقراء.
رحل "الأغواني" في السادس من آب عام 1982 عن عمر ناهز الواحد والسبعين.
شكر خاص للمحامي علاء السيد الذي زوّد موقع دار الوثائق الرقمية التاريخية /www.dig-doc.org/ بهذا المونولوج التراثي الذي سجّل أول مرة على أقراص من الشمع أو الزفت في ثلاثينات القرن الماضي وقد قام بتحويل ذلك التسجيل إلى بيانات رقمية لتضاف إلى مقتنيات دار الوثائق الرقمية التاريخية.
اضافة تعليق |
ارسل إلى صديق |
لا تزال الأسئلة والتكهنات كثيرة حول نشوء تنظيم "الماسونية" السري والذي يعرف باسم "عشيرة البناؤون الأحرار"، ومن الروايات الشائعة عن نشأة الماسونية المزيد
لم يثر رجل الجدل كما أثاره جرجي زيدان، فمنهم من اعتبره باحثاً وأديباً وصحفياً موسوعيا ومجدداً في إسلوب الطرح التاريخي، ومنهم من اعتبره مخرباً مزوراً للتاريخ عامة وللتاريخ الإسلامي خاصة المزيد
قلة يعرفون أن اسكندر فرح و هو من مواليد دمشق سنة 1851م حاز أعلى الدرجات الماسونية في تلك الفترة المبكرة من تاريخ سوريا و حقيقة الأمر أنه عندما تعين مدحت باشا المزيد
في مطلع العشرينات نشطت حركة بناء العقارات في محلة العزيزية سواء بهدف السكن أو التجارة. قام عدة أثرياء ببناء أبنية سكنية تشابه القصور للسكن فيها. المزيد
عند انتهاء الحرب العالمية الأولى عام 1918، انسحبت القوات التركية وحلفاءها الألمان من سوريا، و قد كان تعدادهم قد وصل إلى عشرة آلاف جندي ألماني، وخمسة عشر ألف جندي تركي، وحوالي اثنا عشر ألف جندي عربي موالين للعثمانيين المزيد
يعتبر بيت الخواجة فتحي انطاكي من أهم واقدم البيوت في محلة العزيزية، وتعود قصة بناء هذا البيت للقرن التاسع عشر عندما أدرك ثلاثة من تجار حلب في الربع الأخير من القرن التاسع عشر أن فرصة الربح كبيرة في حال المتاجرة بالاراضي المعدة المزيد