تمنع الزاوية الهلالية تسجيل او تصوير أي من حلقات ذكرها وقد تم تسجيل هذا الذكر المشابه لذكر الهلالية في فرنسا في دار الأوبرا من المنشد محمد الحكيم.
تسمى الزاوية الهلالية أم الزوايا الصوفية في حلب لقدمها و مكانتها الروحية، تقع الهلالية جنوب "محلة الجلوم" في "حلب"، والزاوية عبارة عن مسجد صغير قديم يعود بناؤه للفترة ما بين القرن العاشر والقرن السابع عشر الميلادي دون إمكانية تحديد تاريخ دقيق لبنائه.
تحول هذا المسجد الصغير لزاوية صوفية قادرية حوالى عام 1590م عندما قام الشيخ علي الهلالي - الذي جاء من العراق وعمل مدرسا شرعيا في المدرسة العصرونية بحلب- بإقامة الشعائر الصوفية القادرية فيه
ثم قام الشيخ مصطفى اللطيفي المتوفى عام 1711 م باقامة الشعائر الصوفية ليصل الامر للشيخ محمد هلال الرام حمداني المتوفى عام 1734م والمدفون في ذات الزاوية الهلالية
تلاه في الزاوية ابن عمه الشيخ أبو بكر الهلالي
وأخيرا وصل الامر للشيخ ابراهيم الهلالي مواليد عام 1742م والذي اشتهرت الزاوية أيامه بعدما سافر للقاهرة وهو شاب وتلقى الطريقة الخلوتية فيها عام 1765م، وتولى الزاوية عام 1789م ودمج في هذه الزاوية الطريقتين الصوفيتين القادرية والخلوتية واستمر الأمر حتى وفاته عام 1822م عن عمر بلغ حوالي الثمانين عاما.
خلال تولي الشيخ ابراهيم الهلالي شؤون الزاوية تم تلقيبه بالشيخ الكبير
وقام والي حلب مصطفى باشا في عام 1789م بربط مبنى الزاوية بقناة حلب لايصال الماء العذب إليها، وفي عام 1790 م قام المدعو يوسف أغا عربي كاتبي بتوسيع مبنى الزاوية إلى حالتها الحالية من خلال دمج منزل مجاور بالبناء الصغير للمسجد .
كان يوسف آغا مسؤولاً عن قافلة الحج القادمة لحلب من الموصل وأصبح مريداً صوفياً للزاوية عند مروره بحلب وتم تقديم عدة عقارات للزاوية لتكون وقفا يعود ريعه لإحياءها واستمراريتها.
تميزت هذه الزاوية باحياء الطريقة الخلوتية حيث يعتكف المريد المتصوف في غرفة خشبية صغيرة داخل مسجد الزاوية مدة أربعين يوما للتأمل والتعبد والصوم للوصول لصفاء النفس والتواصل الروحي مع الذات الألهية، بعيداً عن شوائب الحياة، ويُقدّم له طعامه وشرابه بالحد الأدنى بشكل منتظم في مكان عزلته.
يقيم فيها الصوفي لمدة أربعين يوماً ولا يغادرها إلا لقضاء حاجاته، بشكل يشبه إعتزال القديس سمعان العامودي وسواه.
ويوجد بالزاوية أربعون خلوة خشبية صغيرة تسمح كل منها لجلوس شخص واحد فقط، وقد استمر الاعتكاف جارياً في موعده كل عام حتى عام /1907 م/ حيث توقف الاعتكاف، بينما استمر فيها إقامة حلقة "الذكر" حتى الآن والذي يتم بعد عصر كل يوم جمعة.
الذكر تعني حرفيًا "التذكر" ويتكون من قراءة وتكرار عبارات قصيرة (مثل "لا إله إلا الله" - لا إله إلا الله) أو كلمات (مثل "الله ،" الله).
تقول د .ربى رستم : "لحلقات الذكر قواعدها وطقوسها حيث يقود الجلسة الشيخ القائد، يساعده شخصان يرددان معه القصائد والموشحات وتتعدد المقامات الموسيقية الآسرة، وإثنان آخران يصفقان بأيديهما لضبط الإيقاع. فيكون بطيئاً أو سريعاً حسب الموشح الذي تُردد كلماته، يرتفع الصوت أو ينخفض ليعطي الجو المثالي للحالة. بينما يكتفي باقي الأشخاص المشاركين إما بالاستماع فقط أو الترديد مع المرددين.
الجميل بالأمر هو الطقس المميز بموشحاته القديمة والمهمة ذات المستوى الموسيقي الرفيع.المكان ساحرٌ بشكلٍ يفوق الوصف."
يقول المحامي علاء السيد : " لا يُسمح للنساء بالمشاركة المباشرة مع الرجال في هذا الطقس الصوفي ويأذن الشيخ استثنائيا لبعض السيدات بالجلوس في الغرفة الحجازية المجاورة للقاعة الرئيسية أحيانا كما حدث مع السيدة جيني بوخه مراش، و يمكن للنساء الجلوس على الدرج الخارجي والنظرإلى ما يحدث بالداخل لتعشن الحالة الروحية المميزة حيث شاهدتهن ينهمرن بالدموع تأثراً كمعظم الرجال في الداخل عند تصاعد الايقاع الصوفي بشكل تدريجي ليصل إلى الذروة فيدخل البعض في حالة نفسية معينة من النشوة غير قابلة للوصف اللفظي يسمونها المتصوفة "أخده الحال".
وتتوزع في السقف حول القبة أواني زجاجية مليئة بالماء لتعكس الموسيقى المتصاعدة من أفواه المنشدين ."
لضبط الإيقاعات في ذكر الهلالية يستخدم التصفيق بالأيدي فقط. و لا تستخدم الدفوف.
يتألف ذكر الهلالية من عدة أجزاء متتالية ويبدأ بعد صلاة العصر من يوم الجمعة ويستمر لمدة ساعتين تقريبا.
يقف الشيخ و ظهره إلى المحراب، في مواجهة المنشد والمطربين الآخرين، الذين يجلسون في وسط الغرفة تحت القبة، بينما يقف الدراويش المشاركون بمحاذاة الجدران. التواصل بين الشيخ والمنشد مهم. فالشيخ يقود الذكر، ويحدد بداية ونهاية الأجزاء المختلفة، في حين أن المنشد الرئيسي يختار القصائد التي سينشدها.
كلمات النشيد :
فاعلم أنه لا إله إلا الله ... لا إله إلا الله ...
لا إله إلا الله ...
يا فتّاحُ يا عليمُ المَدَد،
يا رسول الله عليكَ المعتمَد،
يا رسول الله كن بنا شافعا،
أنت شفيع والله لا تُرَد،
يا يا صاحِبَ الأنوار الأنوار
يا ذا اللّوى اللّوى المعقودْ،
يا صَفوَةَ الجبّار، الجبّار،
لا اله الا الله،
يا باب التقى والجود،
لولاكَ يا ذا يا ذا الشان يا ذا الشان
ما سارتِ الرُّكبان، الرُّكبان،
المَوجودُ الدَّيَّان،
المقصودُ بالاحسان،
المعبودُ في الأكوانْ،
لا اله الا الله،
المحمودُ في في أسماهْ،
لا اله الا الله،
أهل جيلانَ هُم حَسبي منَ الأحزانِ والكربِ
لا اله الا الله
فهِمْ نَشوانَ في حِبِّي ترى سلطانَ سا سامي الجاه ...
لا إله إلا الله ...
ألا يا حمامَ اللّوى والعقيق أراكَ منَ النَّوحِ لا تستفيق
فهل أنتَ مثلي جفاكَ الصَّديق
فبالله غرِّد بصَوتٍ شَجِيّ وغيِّبْنا بالهَودَجِ يا مولاي
لا إله الا الله مدد يا رسول الله
مدد يا حبيب الله مدد
أنت باب الله مدد
يا سيّدي يا أبا يحيى مدد
يا سيِّدي يا يحيى
يا آل بيت رسول الله المدد
أصحاب رسول الله المدد
سيدي عبدالقادر الجيلاني المدد
سيدي أحمد الرفاعي المدد
سيدي أحمد البدوي المدد
سيدي الشيخ ابراهيم الدسوقي المدد
سيدي سعدالدين الجيباوي المدد
يا أولياء الله جميعا المدد
يا من نحن في حضرتهم وحماهم المدد
يا مولاي لما سقاني ساقي القوم من خمري طابت أنفاسي
وساقينا حامي جيلان وما علينا من باسِ
يا باز يا عبدالقادر يا أيها البحر الذاخر
أدرِك أغثنا يا سلطان في شدة الوقت العاصر
أخيا أخيا بادر الى الحميّا
وعدني وزدني وزدني وعدني
لأني لستُ حيّا غرامي
يا مولاي
لا اله الا الله اسمح وجدْ
لا اله الا الله
آ إسمحْ وجد يا بدري آمان آمان
لا إله الا الله يا مولاي يا مولاي
يا ربِّ نظرة إليَّ بجاهِ خيرِ البليّة
لا اله الا الله لا اله الا الله
يا مولاي
بالله صلِّ يا حاضر
على النبي المكي الطاهر
والآلِ والصَّحْبِ الأخيار
وسيدي عبدالقادر
لا إله إلا الله
لا إله إلا الله
لا إله إلا الله
لا إله إلا الله
اضافة تعليق |
ارسل إلى صديق |