الاستاذ محمد السيد من مواليد عام 1924 ، اعتقلته قوات الانتداب الفرنسي لفترة قصيرة ولم يبلغ السادسة عشر بعد ، و عندما قامت ثورة رشيد عالي الكيلاني عام 1941 في العراق اندفع مع سبعة من زملائه في مدرسة التجهيز الأولى بحلب للسفر للالتحاق بها بالسفر على " ظهر كميون " عبر البادية السورية، و بقوا يتلقون اولى تدريباتهم في بلدة "عانة" استعدادا للاشتراك بالثورة التي لم تلبث أن أخمدت .

مع بدء معارك الجلاء عام 1945  قرر ان يحمل البندقية وكان  محمد الاعزب الطالب في كلية الحقوق بدمشق فعاد ليشارك في معركة تحرير جسر الشغور عام 1945 من الاحتلال الفرنسي.

خلال دراسته الحقوق في دمشق في عام 1946 التقى بالاستاذين ميشيل عفلق و صلاح البيطار اثناء تأسيسهم للجنة نصرة العراق التي تحولت لحركة الإحياء العربي ثم ألى حزب البعث العربي و ما لبث أن تعين أمينا لسر اللجنة التأسيسية لفرع حزب البعث العربي بحلب ثم رئيسا لفرع الحزب حتى عام 1952 بحلب .

كان فكر البعث العربي في تلك الفترة يمثل قمة الأفكار الوطنية و القومية لجيل الشباب المثقف .

عندما طُرحت فكرة اندماج حزب البعث العربي الذي اسسه ميشيل عفلق و صلاح البيطار و جلال السيد  مع حزب الاشتراكي العربي الذي أسسه أكرم الحوراني عارض محمد السيد ذلك بشدة لاعتقاده ان هذا الامر سيقضي على النوعية المثقفة المنتقاة لمؤسسي الحزب و يحوله الى حزب يمتاز بالكم لا بالكيف .

تم الاندماج بين الحزبين و تم ابعاد محمد السيد عن رئاسة فرع حلب بعد خلاف شديد بينه و بين الاستاذ ميشيل عفلق فيما اعتبره محمد السيد بدء انحراف الحزب عن حقيقة اهدافه . 

خلال فترة حكم الشيشكلي اعيد اعتقاله بسجن المزة خلال الاعتراضات على ديكتاتورية الشيشكلي .

استمر محمد السيد بالعمل محاميا في محاكم حلب بعدما انهى تمرينه بمكتب العلامة الاستاذ المحامي عبد السلام ترمانيني .

بعد انفصام الوحدة تعين مديرا عاما لمؤسسة التبغ ( الريجي ) في سوريا حتى عام 1966 .عندما حصلت حركة شباط 1966 ووضع على اثرها بالاقامة الجبرية لمدة ثلاث سنوات ثم غادر سوريا لمدة ست و ثلاثين عاما بعدما تم تعيينه مندوبا للجامعة العربية في تركيا ثم رئيسا لبعثة الجامعة العربية في اليونان ثم أمينا عاما لغرفة التجارة العربية اليونانية .

ليعود الى حلب بعد غياب طويل عام 2004 و قد بلغ الثمانين عاما من عمره  ويسافر منها لدبي عام 2012م  لاحتياجات صحية مع بدايات الضغوطات المعيشية للحرب السورية.

توفي عليه رحمة الله في دبي عام 2014م

جرت هذه المقابلة في بيته بحلب وادار الحوار الدكتور بشار عباس بهدف توثيق بدايات فترة تأسيس حزب البعث في حلب في الاربعينات والخمسينات من القرن الماضي.