يكشف صاحب المذكرات عبد الكريم العيسى مخلفية الانقلابات التي اجتاحت سوريا في مرحلة مضطربة امتدت منذ عام 1949 مع انقلاب حسني الزعيم و تتالي الاحداث حتى عام 1967م
يمكن تبين مضمون الكتاب من الفهرس المنشور المرفق.
أهمية هذه المذكرات أنها تغطي مرحلة ملتبسة من التاريخ السوري، وانعكاساته العربية. وهي الفترة العاصفة التي شهدت تغيرات متسارعة، من النضال ضد الانتداب الفرنسي وتحقيق الاستقلال، وما تبعها من صعود الطبقة السياسية القديمة المتعاونة مع الانتداب إلى سلطة الاستقلال، وما تلاها من تنامي المد القومي العربي ومن تجاذبات بين الوطنية والقومية، وتحقيق دولة الوحدة العاطفية العفوية المرتجلة والمتسرعة، وما أسفر عن هذا الهيجان العاطفي من ارتطام بالوقائع التي لم تنضج والتي سلقت على عجل تحت ضغط المشاعر التي لم تأخذ حقها من الدرس والتمحيص والتهيئة حتى كان الانفصال وما تبعه وعرف بمرحلة الانقلابات العسكرية.
تحدث فيه عن المناخات التي رافقت نشأة أبناء جيله الذي شهد نكبة فلسطين في عام 1948، وما تلاها من احتقانات اجتماعية كانت تحلم بالاستقلال والحرية والعدالة، فوجدت نفسها مهزومة وقاصرة عن تحقيق أحلامها، أو الاحتفاظ بحقوقها. فانفجرت تبحث عن حل، فلم تجد سوى الجيش بديلاً عن الأحزاب، لأن الجيش في العالم العربي هو المؤسسة الوحيدة التي تملك ركائز التنظيم، وهي وحدها المهيأة والقادرة على القيام بعمل جماعي.
خصوصاً وقد توسعت قاعدة هذه الجيوش وشملت قطاعات اجتماعية واقتصادية، وأبناء الطبقات الفلاحية والعمالية والمتوسطة، ومن كل أنحاء البلاد، ومن مختلف المناطق، نتيجة لتعميم الخدمة الإلزامية
يستعرض المؤلف القوى السياسية التي كانت تتناوب على السلطة في الفترة الزمنية الممتدة منذ إعلان الجمهورية السورية في عام 1946، والتي صار فيها الحكم إلى أبناء الأسر الذين كان معظمهم يتعامل مع الانتداب الفرنسي حيناً، ويتخاصم معه بالاتفاق حيناً آخر، مثل حزب الشعب الذي تزعمه «رشدي الكيخيا» والذي كان نفوذه انتخابياً على قاعدة العلاقات الشخصية، في حين أن علاقته بالناس لم تأخذ الشكل التنظيمي مطلقاً.
ويتوقف عند انقلاب حسني الزعيم في عام 1949، فيدرس أسبابه ونتائجه وقواه الفاعلة. ويتمهل في سرد الأحداث بعد ذلك حين أصبح شخصياً مشاركاً فيها من خلال انتسابه لحزب البعث في عام 1954. فيعرض لتأسيس الحزب ورجالاته وقواه وتطوره الذي حل نفسه كشرط لقبول عبد الناصر بالوحدة وظلت كوادره فاعلة.
يستعرض المؤلف الانقلابات العسكرية المتتالية بالأسماء والوقائع، كاشفاً عن كيفية حياكة المؤامرات، والجهات الأجنبية التي تخطط لها أو تدعمها، وأماكنها وأشخاصها، وعن دوره الشخصي في بعضها. كما يكشف عن الصفقات وحالات إبعاد العسكريين الفاعلين إلى السلك الديبلوماسي.
لطلب الملف الرقمي بصيغة pdf من كتاب مذكرات في السياسة الصادر عام 2004 م لمؤلفه المحامي عبد الكريم العيسى
اضافة تعليق |
ارسل إلى صديق |
لا تزال الأسئلة والتكهنات كثيرة حول نشوء تنظيم "الماسونية" السري والذي يعرف باسم "عشيرة البناؤون الأحرار"، ومن الروايات الشائعة عن نشأة الماسونية المزيد
لم يثر رجل الجدل كما أثاره جرجي زيدان، فمنهم من اعتبره باحثاً وأديباً وصحفياً موسوعيا ومجدداً في إسلوب الطرح التاريخي، ومنهم من اعتبره مخرباً مزوراً للتاريخ عامة وللتاريخ الإسلامي خاصة المزيد
قلة يعرفون أن اسكندر فرح و هو من مواليد دمشق سنة 1851م حاز أعلى الدرجات الماسونية في تلك الفترة المبكرة من تاريخ سوريا و حقيقة الأمر أنه عندما تعين مدحت باشا المزيد
في مطلع العشرينات نشطت حركة بناء العقارات في محلة العزيزية سواء بهدف السكن أو التجارة. قام عدة أثرياء ببناء أبنية سكنية تشابه القصور للسكن فيها. المزيد
عند انتهاء الحرب العالمية الأولى عام 1918، انسحبت القوات التركية وحلفاءها الألمان من سوريا، و قد كان تعدادهم قد وصل إلى عشرة آلاف جندي ألماني، وخمسة عشر ألف جندي تركي، وحوالي اثنا عشر ألف جندي عربي موالين للعثمانيين المزيد
يعتبر بيت الخواجة فتحي انطاكي من أهم واقدم البيوت في محلة العزيزية، وتعود قصة بناء هذا البيت للقرن التاسع عشر عندما أدرك ثلاثة من تجار حلب في الربع الأخير من القرن التاسع عشر أن فرصة الربح كبيرة في حال المتاجرة بالاراضي المعدة المزيد