جريدة التنكيت والتبكيت - 1881م - عبد الله أفندي النديم

20-10-2020    9229 مشاهدة

هي صحيفة صدر العدد الأول منها في 6 حزيران عام 1881 م على يد عبد الله افندي النديم الملقب بخطيب الثورة العرابية

يحدد «النديم» موضوعات الجريدة وغايتها فى افتتاحية العدد الأول فيقول : 

«هى صحيفة أدبية تهذيبية تتلو عليك حكمًا وآدابًا ومواعظ وفوائد ومضحكات فى لغة سهلة لا يحتقرها العالم، ولا يحتاج معها الجاهل إلى تفسير، وتصور لك الوقائع والحوادث بصورة ترتاح إليها النفوس وتميل، ويخبرك ظاهرها المستحسن المستهجن بأن باطنها له معان مألوفة، وينبهك نقابها الخلق بأن تحته جمالا بعشق تذهب الأرواح فى طلبه»، 

ويضيف النديم: «لا تظن مضحكاتها هزءا بنا ولا سخرية بأعمالنا فما هى إلا نفثات مصدور وزفرات يصعدها مقابلة حاضرنا بماضينا».

صاحب الجريدة هو عبد الله النديم  من مواليد  الإسكندرية عام 1843 م تعرف في القاهرة على الشيخ جمال الدين الأفغاني وكان الأخير زبونا دائما في قهوة متاتيا، وضم مجلسه عددا كبير من الشباب المثقف المسيس منهم أديب أسحق وسليم نقاش، ومحمود سامي البارودي ومحمد عبده وسعد زغلول ورشيد رضا.

في صيف عام 1881 أصدر النديم «التنكيت والتبكيت» وهي صحيفة أسبوعية انتهجت خطا وطنيا واضحا وأسلوبا ساخرا ناقدا لسياسات الخديوي توفيق ورئيس وزرائه رياض باشا، وقد تواكب صدور الصحيفة مع أحداث الثورة العرابية فكان من الطبيعي أن ينضم النديم إلى صفوف الثورة العرابية ويساند أهدافها الوطنية وقد وجد العرابيون فيه سندا لهم بكتاباته الوطنية الحماسية، وصارت صحيفته الأكثر توزيعا في مصر.

انتقل النديم إلى القاهرة ليكون في قلب الأحداث والتقى بأحمد عرابي زعيم الثورة وصارت صحيفته لسان حال الثورة، وحتى تتلائم الصحيفة مع الحالة الثورية غير النديم أسم الصحيفة إلى «اللطائف» وأصدرها من القاهرة، وخلال أسابيع قليلة تحولت “اللطائف” إلى صحيفة مصر الأولى، وصار النديم خطيب الثورة العرابية وأثرت خطبه في الكثير من الناس وبايع عدد كبير من الأعيان والفلاحين عرابي على الثورة.

وفي 9 سبتمبر 1881 كان النديم هو المدني الوحيد الذي شارك العرابيين في الزحف على قصر عابدين، واضطر الخديوي تحت الضغط إلى إقالة رياض باشا وتعيين محمد شريف باشا بدلا منه وتعيين محمود سامي البارودي وزيرا للجهادية، ثم تم تعيين محمود سامي البارودي رئيسا للوزراء، وتولى عرابي حقيبة “الجهادية”، وهو ما اعتبرته انجلترا تحدي لرغباتها.

وفي صيف 1882 غزا الإنجليز مصر وحجتهم كانت فقدان السيطرة للخديوي الشرعي على مقاليد الامور فكانت "ثورة عرابي " هي احد اهم اسباب الاحتلال البريطاني لمصر ونصبت سلطات الاحتلال المحاكم العسكرية للثوار ونفت منهم من نفت وأعدمت من أعدمت.

بعد إخفاق ثورة عرابي في العام 1882، و اتمام الاحتلال البريطاني لمصر عسكرياً. وبعد عشر سنوات من التخفي ألقي القبض على النديم وتم نفيه ثم العفو عنه فأصدر صحيفة "الأستاذ"، مستعيداً بذلك الدور الذي قامت به صحيفته "التبكيت والتنكيت"، استفزت صحيفة الاستاذ الانكليز فصدر قرارا بنفي صاحب النديم مرة ثانية  بحجة أنه يثير التعصب الديني في البلاد، وصدر آخر عدد من “الأستاذ” في 13/6/1893

انتقل النديم للعيش في الآستانة، حيث التقى صديقه القديم  جمال الدين الأفغاني الذي قرّبه منه السلطان عبد الحميد للاستفادة من دعوته إلى الجامعة الإسلامية،  اصطدم الافغاني بالشيخ ابو الهدى الصيادي فقام عبد الله النديم بتأليف كتابه الشهير المسامير الذي هجا به الصيادي هجاء بذيئا مقذعا فتم منع الكتاب ووضع السلطان عبد الحميد النديم في الاقامة الجبرية حتى توفي بالسل عام 1894م.

قامت الهيئة المصرية العامة للكتاب في مصر  عام 1994م  باعادة اصدار الاعداد ال 19 لجريدة التنكيت والتبكيت .

إقرأ أيضاً:

كتاب المسامير لمؤلفه عبد الله أفندي النديم

للحصول على مجلد الاعداد ال 19 النادرة من جريدة التنكيت والتبكيت لعبد الله النديم الصادرة عام 1881م

ملاحظة :
الرجاء ذكر اسم الكتاب حين مراسلتنا عن طريق الفيس بوك.
شارك الموضوع مع اصدقائك !!
لمتابعة أحدث منشورات دار الوثائق الرقمية التاريخية على شبكات التواصل الاجتماعي :

مواضيع اخرى ضمن  جرائد

اصبحت جريدة العاصمة - التي كانت جريدة اسبوعية حكومية تنشر الأخبار الرسمية- اعتبارا من مطلع سنة 1922م  جريدة شهرية بعد ان كانت اسبوعية.
30-12-2023    18238 مشاهدة
اصبحت جريدة العاصمة - التي كانت جريدة اسبوعية حكومية تنشر الأخبار الرسمية- اعتبارا من مطلع سنة 1922م  جريدة شهرية بعد ان كانت اسبوعية.
30-12-2023    18685 مشاهدة
الجريدة الرسمية هي السجل الأسبوعي الذي تسجّل وتنشر فيه الدولة كل ما تصدره من مراسيم وقوانين وقرارات ونشرات ومذكرات مجلس الشعب، باختصار هو الوثيقة الأشمل والأكمل لكل الموضوعات القانونية والحكومية.
12-08-2023    19252 مشاهدة
الجريدة الرسمية هي السجل الأسبوعي الذي تسجّل وتنشر فيه الدولة كل ما تصدره من مراسيم وقوانين وقرارات ونشرات ومذكرات مجلس الشعب، باختصار هو الوثيقة الأشمل والأكمل لكل الموضوعات القانونية والحكومية.
12-08-2023    11596 مشاهدة
الجريدة الرسمية هي السجل الأسبوعي الذي تسجّل وتنشر فيه الدولة كل ما تصدره من مراسيم وقوانين وقرارات ونشرات ومذكرات مجلس الشعب، باختصار هو الوثيقة الأشمل والأكمل لكل الموضوعات القانونية والحكومية.
12-08-2023    11600 مشاهدة
الجريدة الرسمية هي السجل الأسبوعي الذي تسجّل وتنشر فيه الدولة كل ما تصدره من مراسيم وقوانين وقرارات ونشرات ومذكرات مجلس الشعب، باختصار هو الوثيقة الأشمل والأكمل لكل الموضوعات القانونية والحكومية.
12-08-2023    10783 مشاهدة

أكثر الكتب مشاهدة

مكتبة الفيديو

أكثر الصور مشاهدة

أكثر المقالات قراءة

20-04-2020 36891 مشاهدة
ما لم ينشر عن "الطقس الاسكتلندي الماسوني "(The Scottish Rite)

لا تزال الأسئلة والتكهنات كثيرة حول نشوء تنظيم "الماسونية" السري والذي يعرف باسم "عشيرة البناؤون الأحرار"، ومن الروايات الشائعة عن نشأة الماسونية  المزيد

15-09-2020 26565 مشاهدة
جرجي زيدان والماسونية

لم يثر رجل الجدل كما أثاره جرجي زيدان، فمنهم من اعتبره باحثاً وأديباً وصحفياً موسوعيا ومجدداً في إسلوب الطرح التاريخي، ومنهم من اعتبره مخرباً مزوراً للتاريخ عامة وللتاريخ الإسلامي خاصة  المزيد

24-04-2020 25388 مشاهدة
اسكندر فرح من كبار رجال الماسونية في سوريا نهاية القرن التاسع عشر

قلة يعرفون أن اسكندر فرح و هو من مواليد دمشق سنة 1851م حاز أعلى الدرجات الماسونية في تلك الفترة المبكرة من تاريخ سوريا و حقيقة الأمر أنه عندما تعين مدحت باشا  المزيد

08-03-2020 23915 مشاهدة
تاريخ فيلا روز بحلب

في مطلع العشرينات نشطت حركة بناء العقارات في محلة العزيزية سواء بهدف السكن أو التجارة. قام عدة أثرياء ببناء أبنية سكنية تشابه القصور للسكن فيها.  المزيد

24-12-2019 23594 مشاهدة
الاحتلال البريطاني لسوريا 1918

عند انتهاء الحرب العالمية الأولى عام 1918، انسحبت القوات التركية وحلفاءها الألمان من سوريا، و قد كان تعدادهم قد وصل إلى عشرة آلاف جندي ألماني، وخمسة عشر ألف جندي تركي، وحوالي اثنا عشر ألف جندي عربي موالين للعثمانيين  المزيد

09-05-2020 23145 مشاهدة
تاريخ بناء منزل آل انطاكي في محلة العزيزية بحلب

يعتبر بيت الخواجة فتحي انطاكي من أهم واقدم البيوت في محلة العزيزية، وتعود قصة بناء هذا البيت للقرن التاسع عشر عندما أدرك ثلاثة من تجار حلب في الربع الأخير من القرن التاسع عشر أن فرصة الربح كبيرة في حال المتاجرة بالاراضي المعدة  المزيد