في هذا الكتاب النادر يقوم الاستاذ جميل كنة بتأريخ وتوثيق دخول حلب لعصر الآلات والصناعة من مطلع القرن العشرين وحتى منتصفه، وهو أمر لم يسبقه إليه أحد
فيذكر تأريخ الماكينات التي تطحن الحبوب، وتاريخ دخول المركبات من سيارات وحافلات وشاحنات لحلب، وبدء صناعة البيرة بحلب، وانشاء معامل الغزل والنسيج ومعامل المطاط والاسمنت وغيرها من آلات وماكينات صناعية بخارية أو التي تعمل على الوقود كالديزل والبنزين، ويرصد في كتابه النادر اول من ادخل هذه الماكينات لحلب وعمل بها مع رصد لتطور هذه الصناعات الالية حتى مطلع الستينات.
ويمكن تبين تفاصيل ذلك في الفهرس المرفق.
ولد جميل كنه “ولقبه جميل بحري” عام 1892م في مدينة حلب، توفي والده وهو لم يكمل الرابعة من عمره بعد، فبقي في رعاية أمه.
أنتسب إلى المدرسة البحرية الابتدائية في الأستانة عام 1900م، وأنهى الدراسة في الكلية البحرية برتبة ملازم أول ميكانيكي في عام 1910، ومنها كان لقبه “البحري”، وعين مدرسا في الكلية ذاتها لتفوقه.
في نفس العام انتسب إلى دار الفنون “كلية الحقوق” في الأستانة وأنهى الصف الأول فيها، إلا أنه أوفد إلى إنكلترا للتوسع في اختصاصه، فتمرن في معامل ثورنغروفت.
اشترك عام 1912 م في حرب البلقان ومنح وسام الحرب لشجاعته.
وخلال الحرب العالمية الأولى، عين مديراً لمعمل صنع الزوارق في “بيره جك” على الفرات، وكان مسؤولاً عن إمدادات الجيوش العثمانية المنتشرة بين عنتاب وأورفه وبغداد.
فساهم في إنقاذ حياة آلاف الأرمن واليونانيين وبعض الإنكليز والروس إبان الحرب الكونية، في زمن الحكومة العربية الفيصلية عين جميل كنة في عام 1919 م مديراً لمدرسة الصنائع بحلب، واستقال منها بعد عامين ونصف احتجاجاً على تدخل الفرنسيين في عمله بعدما تولت سلطة الانتداب الفرنسي الحكم في سوريا عام 1920م.
وفي عام 1921 ساهم في تأسيس “جمعية المحاربين القدماء وضحايا الحرب” بحلب، وظل عضوا فيها حتى وفاته.
عين في حزيران 1923 مديرا لناحية بلبل قضاء كرد داغ، وفي عام 1929 مديرا لناحية القرمانية “درباسية” في الجزيرة.
أسس في أضنة مدرسة لتعليم قيادة السيارات والآليات الزراعية، كما كتب مقالات فنية عن آلات الزراعة والسيارات نشرها في الجرائد المحلية، ومن ثم أسس مدرسة مماثلة في حلب.
كان جميل كنه مهتما بالعلم والمعرفة والكتابة والشعر، وترك عدة مؤلفات عن الحياة الاجتماعية، وأرخ للمناطق التي عمل فيها، فكانت توثيقا تأريخيا فريدا.
من مؤلفات جميل كنة البحري, كتاب "نبذة من المظالم الافرنسية بالجزيرة والفرات، والمدنية الافرنسية بسجن المنفرد العسكري بقاطمة وخان استانبول" 1966م.
للحصول على مجلد pdf لكتاب "تاريخ الآلة "
اضافة تعليق |
ارسل إلى صديق |
لا تزال الأسئلة والتكهنات كثيرة حول نشوء تنظيم "الماسونية" السري والذي يعرف باسم "عشيرة البناؤون الأحرار"، ومن الروايات الشائعة عن نشأة الماسونية المزيد
لم يثر رجل الجدل كما أثاره جرجي زيدان، فمنهم من اعتبره باحثاً وأديباً وصحفياً موسوعيا ومجدداً في إسلوب الطرح التاريخي، ومنهم من اعتبره مخرباً مزوراً للتاريخ عامة وللتاريخ الإسلامي خاصة المزيد
قلة يعرفون أن اسكندر فرح و هو من مواليد دمشق سنة 1851م حاز أعلى الدرجات الماسونية في تلك الفترة المبكرة من تاريخ سوريا و حقيقة الأمر أنه عندما تعين مدحت باشا المزيد
في مطلع العشرينات نشطت حركة بناء العقارات في محلة العزيزية سواء بهدف السكن أو التجارة. قام عدة أثرياء ببناء أبنية سكنية تشابه القصور للسكن فيها. المزيد
عند انتهاء الحرب العالمية الأولى عام 1918، انسحبت القوات التركية وحلفاءها الألمان من سوريا، و قد كان تعدادهم قد وصل إلى عشرة آلاف جندي ألماني، وخمسة عشر ألف جندي تركي، وحوالي اثنا عشر ألف جندي عربي موالين للعثمانيين المزيد
يعتبر بيت الخواجة فتحي انطاكي من أهم واقدم البيوت في محلة العزيزية، وتعود قصة بناء هذا البيت للقرن التاسع عشر عندما أدرك ثلاثة من تجار حلب في الربع الأخير من القرن التاسع عشر أن فرصة الربح كبيرة في حال المتاجرة بالاراضي المعدة المزيد