لعل الزعيم السوري الدمشقي الدكتور الطبيب عبد الرحمن شهبندر لم يستوف حقه من دراسة وقراءة الافكار الحداثية التي نادى بها منذ مطلع القرن العشرين واكتفى الاغلبية بالاطلاع على سيرة حياته العامة باعتباره كان زعيما سياسيا دمشقيا ناهض الكتلة الوطنية العداء الفكري والسياسي وانتهى به الأمر بالاغتيال.
هذا الرجل الذي ولد عام 1882م وكان السلطان عبد الحميد في بدايات أيام حكمه للسلطنة العثمانية وبعد وفاة والد الشهبندر وهو طفل صغير ربي يتيما، لكنه درس الطب البشري في الجامعة الأمريكية ببيروت وتخرج منها عام 1904م
يبدو أنه اطلع خلال دراسته في هذه الجامعة على أهم الأفكار السياسية الغربية حينها وبدأ حياته السياسية بكتابة المقالات في جريدة المقطم المصرية.
ويبدو أنه كتب مقالا عن الخلافة الأسلامية تناول فيه السلطان عبد الحميد الذي لم يكن يقبل الانتقاد واشتهر بديكتاتوريته ورقابته الصارمة على الصحف. ويقال أنه حوكم على هذا المقال واستطاع بصعوبة تفادي السجن.
بحثت هن هذا المقال حتى وجدته في كتاب ""القضايا الاجتماعية الكبرى في العالم العربي" الذي أصدره الشهبندر عام 1936 وضم مجموعة المقالات التي كتبها ومنها مقال الخلافة الاسلامية الذي جاء فيه تلميحا وليس تصريحا عبارات الى وجوب خلع السلطان باعتباره ديكتاتورا يعتمد على الجلاوزة في تثبيت قواعد حكمه.
قسم الشهبندر في كتابه قضايا المجتمع العربي إلى أقسام رئيسية عن : المرأة، والدولة ، وأشكال الحكم وعن الدين.
وطرح افكارا حداثية متأثرة بالغرب واستعرض فيها الحركات السياسية الشيوعية والنازية والكمالية والفاشستية وهي الحركات التي كانت سائدة حينذاك.
يبدو تأثر الشهبندر بالحضارة الانكليزية واضحا في كتاباته خاصة في مقاله المعنون "العظامية الانكليزية".
من الضروري الدراسة المعمقة لأفكار الشهبندر التي تقبلها المجتمع الدمشقي خاصة والسوري عام حينذاك وجعل الشهبندر أحد زعماء سوريا رغم أفكاره غير التقليدية.
كما أنه من الضروري محاولة فهم السبب الذي دفع بأحد أصحاب الفكر التقليدي الظلامي لاصدار فتوى شرعية بقتل الشهبندر بسبب افكاره وهذا ما حصل عام 1940م.
كان للشهبندر رحمه الله حياة سياسية حافلة تسنم فيها الوزرات ونفي فيها وحكم عليه بالاعدام الى آخر ما هو معروف عنه.
بقلم المحامي علاء السيد
للحصول على كتابه النادر القضايا الاجتماعية الكبرى في العالم العربي
اضافة تعليق |
ارسل إلى صديق |
لا تزال الأسئلة والتكهنات كثيرة حول نشوء تنظيم "الماسونية" السري والذي يعرف باسم "عشيرة البناؤون الأحرار"، ومن الروايات الشائعة عن نشأة الماسونية المزيد
لم يثر رجل الجدل كما أثاره جرجي زيدان، فمنهم من اعتبره باحثاً وأديباً وصحفياً موسوعيا ومجدداً في إسلوب الطرح التاريخي، ومنهم من اعتبره مخرباً مزوراً للتاريخ عامة وللتاريخ الإسلامي خاصة المزيد
قلة يعرفون أن اسكندر فرح و هو من مواليد دمشق سنة 1851م حاز أعلى الدرجات الماسونية في تلك الفترة المبكرة من تاريخ سوريا و حقيقة الأمر أنه عندما تعين مدحت باشا المزيد
في مطلع العشرينات نشطت حركة بناء العقارات في محلة العزيزية سواء بهدف السكن أو التجارة. قام عدة أثرياء ببناء أبنية سكنية تشابه القصور للسكن فيها. المزيد
عند انتهاء الحرب العالمية الأولى عام 1918، انسحبت القوات التركية وحلفاءها الألمان من سوريا، و قد كان تعدادهم قد وصل إلى عشرة آلاف جندي ألماني، وخمسة عشر ألف جندي تركي، وحوالي اثنا عشر ألف جندي عربي موالين للعثمانيين المزيد
يعتبر بيت الخواجة فتحي انطاكي من أهم واقدم البيوت في محلة العزيزية، وتعود قصة بناء هذا البيت للقرن التاسع عشر عندما أدرك ثلاثة من تجار حلب في الربع الأخير من القرن التاسع عشر أن فرصة الربح كبيرة في حال المتاجرة بالاراضي المعدة المزيد