كان مدخل مدينة حلب التاريخي الرئيسي واقعا في الجهة الجنوبية الغربية وخاصة للقادمين من دمشق، يبدأ دخول المدينة من جسر الناعورة بعد اجتياز نهر قويق الذي كان يحد توسع المدينة من الغرب،
لم تكن هناك وسيلة في آخر القرن التاسع عشر لعبور النهر سوى جسر الناعورة الذي يحد منطقة "الكتاب" التي كانت تعتبر ضاحية خارج المدينة،
كانت الحاجة ماسة في نهاية القرن التاسع عشر لتوسع المدينة القديمة خارج الأسوار وعادة يكون التوسع الحداثي جهة الغرب طلباً للرياح الغربية العليلة.
كانت أغلب أراضي حي الجميلية عائدة لأراضي وقف العثمانية التي وقفها في القرن الثامن عشر عثمان باشا يكن ليعود ريعها لجامع العثمانية.
بدأت السلطنة العثمانية ببناء المكتب الاعدادي الملكي ( مدرسة المأمون) في المنطقة الحديثة التي سيطلق عليها لاحقا اسم الجميلية كإشعار باطلاق حي جديد في تلك المنطقة، خاصة بعدما قام الوالي العثماني جميل باشا ببناء قصر سكنه فيها وهو من منح هذا الحي اسمه.
بدأ بقية الموظفين العثمانيين الكبار بناء قصورهم الطابقية في تلك المنطقة أيضاً بدءا من عام 1880م.فكان منهم القائد العسكري علي محسن باشا. كما قامت بلدية حلب ببناء قصر لسكن رئيس البلدية في تلك المنطقة وهو ما سيتحول لاحقا لمدرسة معاوية.
قام الاثرياء اليهود القاطنين قديما في الاحياء اليهودية التقليدية داخل الاسوار كحي بحسيتا والبندرة والقلة بالبناء في منطقة الجميلية أيضا كآل شماع ونحماد وجداع وسيلفيرا وغيرهم، وغادروا أحياءهم اليهودية التقليدية داخل الأسوار تدريجيا.
تبعهم الاثرياء المسلمين من طبقة مالكي الأراضي من الإقطاع العثماني من سكان منطقة الفرافرة التي ضاقت بساكنيها كآل القدسي وآل اليكن، ومن سكان منطقة السويقة كآل الجابري وهم من طبقة رجال الدين المقربين من السلطنة ومالكي الاقطاعيات،
وكذلك الأمر من سكان بقية الأحياء القديمة كآل كوزم، ومن طبقة تجار الأغنام كأل حموية وغيرهم من فئات ثرية، قام جميع هؤلاء بالبناء في حي الجميلية أيضا.
استقدم هؤلاء مهندسين أجانب متأثرين بطرز العمارة الأوروبية الأحدث في ذلك الوقت لتصميم وبناء قصور صغيرة طابقية غاية في الجمال، مستفيدين من خبرة البنائين الحلبيين العريقة بالتعامل مع الحجر الحلبي.
استمر البناء في حي الجميلية جهة جسر الناعورة وخاصة على طول الطريق الرئيسي المؤدي الى ميناء اسكندرونة والذي حمل لاحقا ذات الاسم "شارع اسكندرونة" في إشارة للطريق التاريخي من مدينة حلب نحو مينائها الطبيعي الذي تم حرمانها منه.
كمابدأ بناء المشافي الحديثة حينها كمشفى القديس لويس ( مشفى فريشو) حوالي عام 1907 ، وجامع عبد الرحمن زكي باشا المدرس وه من الجوامع الضخمة في ذلك الزمن،
وسرعان ما بدأ آل المدرس بالبناء والسكن حوله أيضا كما قام صديق أفندي المدرس ببناء جامع الصديق الشهير في حي الجميلية عام 1934 وأسماه على اسمه.وتزايدت البنايات الجميلة في هذا الحي حتى الثلاثينات من القرن العشرين.
تعتبر الأبنية الحلبية التي تم هدم قسم كبير منها لأسباب تجارية في النصف الثاني من القرن العشرين هي ابنية نموذجية لدراسة جماليات فن تطور هندسة البناء بحلب.
اضافة تعليق |
ارسل إلى صديق |
عندما بدأت الحملة الممنهجة لتبييض صورة السلطان عبد الحميد عمدت بعض الكتابات العربية للترويج لقصة اليهود الدونمة ومحاولتهم شراء أجزاء من فلسطين ورفض السلطان عبد الحميد لذلك بطريقة بطولية مما دعا هؤلاء لخلعه المزيد
جاء في الفصل الأول المعنون : الشخصية الحميدية من كتاب "أوهام الذات المقدسة السلطان عبد الحميد لمؤلفه المحامي علاء السيد وذلك تحت تحت عنوان : رقابة المطبوعات الحيوية المزيد
اعتمد كتاب"أوهام الذات المقدسة، السلطان عبد الحميد الثاني" على حوالى 78 مصدرا ومرجعا و على ما نشر في حوالى 17 جريدة ومجلة من أخبار ومقالات متعلقة بما ورد في الكتاب المزيد
الفهرس 6 , مقدمة 9 , تمهيد 11 , الفصل الأول: الشخصية الحميدية 29 , طفولة سلطان 31 , شروط مدحت 33 المزيد
أفرد كتاب "الذات المقدسة ، السلطان عبد الحميد الثاني" فصلاً كاملاً بعنوان : "السلطان عبد الحميد وقضية فلسطين" في 56 صفحة فيها 116 اشارة توثيقية مرجعية المزيد
لإيفاء دراسة شخصية عبد الحميد حقها، يجب أن نعي تماماً أن هذه الشخصية تطورت وتعقدت خلال ما يزيد عن ثلاثة وثلاثين عاماً من الحكم، المزيد
إن الاستيطان اليهودي في فلسطين زمن الدولة العثمانية حتى نهاية عهد السلطان عبد الحميد وقبل عهد " الاتحاد والترقي" بُني على طريقتين المزيد
مقالة نقد كتاب أوهام الذات المقدسة بعنوان : السلطان عبدالحميد الثاني، بين الكتابة الصحافية وغياب منهجية البحث العلمي. والرد على المقال . المزيد
لا تزال الأسئلة والتكهنات كثيرة حول نشوء تنظيم "الماسونية" السري والذي يعرف باسم "عشيرة البناؤون الأحرار"، ومن الروايات الشائعة عن نشأة الماسونية المزيد
لم يثر رجل الجدل كما أثاره جرجي زيدان، فمنهم من اعتبره باحثاً وأديباً وصحفياً موسوعيا ومجدداً في إسلوب الطرح التاريخي، ومنهم من اعتبره مخرباً مزوراً للتاريخ عامة وللتاريخ الإسلامي خاصة المزيد
قلة يعرفون أن اسكندر فرح و هو من مواليد دمشق سنة 1851م حاز أعلى الدرجات الماسونية في تلك الفترة المبكرة من تاريخ سوريا و حقيقة الأمر أنه عندما تعين مدحت باشا المزيد
في مطلع العشرينات نشطت حركة بناء العقارات في محلة العزيزية سواء بهدف السكن أو التجارة. قام عدة أثرياء ببناء أبنية سكنية تشابه القصور للسكن فيها. المزيد
عند انتهاء الحرب العالمية الأولى عام 1918، انسحبت القوات التركية وحلفاءها الألمان من سوريا، و قد كان تعدادهم قد وصل إلى عشرة آلاف جندي ألماني، وخمسة عشر ألف جندي تركي، وحوالي اثنا عشر ألف جندي عربي موالين للعثمانيين المزيد
يعتبر بيت الخواجة فتحي انطاكي من أهم واقدم البيوت في محلة العزيزية، وتعود قصة بناء هذا البيت للقرن التاسع عشر عندما أدرك ثلاثة من تجار حلب في الربع الأخير من القرن التاسع عشر أن فرصة الربح كبيرة في حال المتاجرة بالاراضي المعدة المزيد