صورة نادرة لواجهة خان القصابية قرب سوق السقطية بحلب 1935م

24-11-2020 16757 مشاهدة

بُني هذا الخان منذ حوالي خمسمائة عام زمن السلطان قانصوه الغوري آخر سلاطين المماليك، ويسمى إيضا خان "أبرك" على اسم الأمير المملوكي الذي بناه ، يعتقد البعض أن اسمه الشائع "خان القصابية"  لوجود قصابي اللحوم فيه تاريخيا أي الجزارين وهذا الأمر غير دقيق ، كما يعتقد البعض  أن اسمه خان القصابية لوجود محلات تجار وبائعي خيوط القصب المصنوعة من اسلاك الذهب  أو الفضة ، فيه ، هذه الخيوط التي كانت جزء أساسي في تزيين الملابس الفاخرة في ذلك الزمان وأيضا هذا الاعتقاد غير دقيق.

وقد ارسل لنا الصديق الباحث الدكتور ابراهام ماركوس صاحب الكتاب الشهير " الشرق الاوسط عشية الحداثة -حلب في القرن الثامن عشر" - كان لوالده محلا في هذا الخان - توضيحا فقال : في أواخر القرن السادس عشر أجبر التضخم المرتفع الحكومة على تحديد الأسعار الرسمية للمواد الغذائية والضروريات الأخرى. 

اضطر قصابو إسطنبول ، الذين اشتروا الأغنام بأسعار السوق من تجار الأغنام ، إلى بيع اللحوم بالأسعار الرسمية التي كانت أقل بكثير. 

أفلس العديد من القصابين، مما أضر بتوريد اللحوم لسكان العاصمة. 

رداً على الأزمة, في عام 1597  أدخلت الحكومة ضريبة جديدة تسمى ضرر قصابية (zarar-i kasabiye) للمساعدة في تعويض القصابين عن خسائرهم في حلب تم جمع هذه الضريبة  في خان أبرك ، وأصبح الخان يعرف بين الناس باسم خان القصابية. أصل الاسم موضّح في الوثائق العثمانية، لم يكن لضريبة القصابية علاقة بصناعة القصب. 

فرضت الحكومة العثمانية الضريبة وأضافت نسبة  واحد في المائة على الرسوم الجمركية التي يدفعها التجار.

الضريبة كانت مفروضة في دمشق وفي كل انحاء الدولة تحت اسم قصابية. 

تم استخدام نفس الأسماء لانوتع الضرائب في كل مدن السلطنة ، مثل الجزية, التكاليف العرفية، العوارض السلطانية الخ. 

منحت الاتفاقيات التجارية بين الدول العثمانية والأوروبية (عهدنامه، Capitulations) التجار الأجانب المستأمنين إعفاء من عدة ضرائب، من بينها القصابية. 

نُقش على لوحة حجرية كبيرة أعلى الباب :" أنشأ هذا الخان المبارك في أيام مولانا السلطان الملك الأشرف أبي النصر قانصوه الغوري عز نصره المقر الأشرفي عين مقدمي الألوف بالديار المصرية وشاد الشراب خانات الشريفة بها ونائب القلعة الحلبية المنصورة المحروسة أعز الله أنصاره ابتغاء لوجه الله تعالى ومن تعرض إليه كان الله ورسوله خصمه وذلك في شعبان المكرم سنة 916هـ "

سيتم البدء فريبا في ترميم واجهة الخان ضمن مشروع ترميم ساحة الفستق التي تقع امامه

الصورة من كتاب Alep - Essai sur le développement dune grande ville syrienne des origines au milieu du XIXe siècle - Sauvaget - عام 1941م - بالفرنسية

السابق عرض الكل التالي
شارك الموضوع مع اصدقائك !!
لمتابعة أحدث منشورات دار الوثائق الرقمية التاريخية على شبكات التواصل الاجتماعي :

صور أخرى ضمن  صور نادرة

أكثر الكتب مشاهدة

مكتبة الفيديو

أكثر الصور مشاهدة

أكثر المقالات قراءة

20-04-2020 57927 مشاهدة
ما لم ينشر عن "الطقس الاسكتلندي الماسوني "(The Scottish Rite)

لا تزال الأسئلة والتكهنات كثيرة حول نشوء تنظيم "الماسونية" السري والذي يعرف باسم "عشيرة البناؤون الأحرار"، ومن الروايات الشائعة عن نشأة الماسونية  المزيد

24-04-2020 47632 مشاهدة
اسكندر فرح من كبار رجال الماسونية في سوريا نهاية القرن التاسع عشر

قلة يعرفون أن اسكندر فرح و هو من مواليد دمشق سنة 1851م حاز أعلى الدرجات الماسونية في تلك الفترة المبكرة من تاريخ سوريا و حقيقة الأمر أنه عندما تعين مدحت باشا  المزيد

15-09-2020 47483 مشاهدة
جرجي زيدان والماسونية

لم يثر رجل الجدل كما أثاره جرجي زيدان، فمنهم من اعتبره باحثاً وأديباً وصحفياً موسوعيا ومجدداً في إسلوب الطرح التاريخي، ومنهم من اعتبره مخرباً مزوراً للتاريخ عامة وللتاريخ الإسلامي خاصة  المزيد

08-03-2020 43977 مشاهدة
تاريخ فيلا روز بحلب

في مطلع العشرينات نشطت حركة بناء العقارات في محلة العزيزية سواء بهدف السكن أو التجارة. قام عدة أثرياء ببناء أبنية سكنية تشابه القصور للسكن فيها.  المزيد

24-12-2019 42976 مشاهدة
الاحتلال البريطاني لسوريا 1918

عند انتهاء الحرب العالمية الأولى عام 1918، انسحبت القوات التركية وحلفاءها الألمان من سوريا، و قد كان تعدادهم قد وصل إلى عشرة آلاف جندي ألماني، وخمسة عشر ألف جندي تركي، وحوالي اثنا عشر ألف جندي عربي موالين للعثمانيين  المزيد

09-05-2020 42433 مشاهدة
تاريخ بناء منزل آل انطاكي في محلة العزيزية بحلب

يعتبر بيت الخواجة فتحي انطاكي من أهم واقدم البيوت في محلة العزيزية، وتعود قصة بناء هذا البيت للقرن التاسع عشر عندما أدرك ثلاثة من تجار حلب في الربع الأخير من القرن التاسع عشر أن فرصة الربح كبيرة في حال المتاجرة بالاراضي المعدة  المزيد