المبنى الموجود في الصورة هو مبنى القصر العدلي القديم بدمشق وكان هذا المبنى قد بني في الخمسينات في مكان القصر العدلي أو" دار السعادة" القديم الذي كان مبنيا ضمن محلة كانت تُدعى سابقاً بـ “محلة الأخصاصي أو سوق الأخصاصيين” وذلك نسبة للتجار الذين كانوا يبيعون الأخصاص والأقفاص، وتغير اسم المحلة إلى "الدرويشية" عند بناء جامع درويش باشا، وظلت هذه الدار قائمة في محلة الدرويشية إلى أن احترقت.
وفي بداية عام 1573 للميلاد تغير اسمه من دار السعادة إلى"السراي "، وقد كان فعلياً داراً للحكومة كونه المقر الرسمي والفعلي لجلوس الوالي العثماني، فقد كان والي الشام العثماني "شعبان أحمد شمسي باشا" 1554م – 1561م أول من اتخذها مقراً لسلطته وممارسة صلاحياته، ثم الوالي عيسى باشا، وكذلك الوالي محمد باشا العظم، وأخيرا الوالي"حسن إبراهيم باشا" آخر الولاة العثمانيين الذين اتخذوا السراي مقراً لهم.
كما استقر بها إبراهيم باشا بن محمد علي عام 1831 عندما دخل قائداً للجيش المصري إلى بر الشام" حلب وبيروت ومتصرفية دير الزور والقدس الشريف، وولاية أضنة"، وبقي فيها 6 سنوات، وأطلق عليها اسم السرايا العسكرية، وعند انسحابه دمر قسمها الجنوبي "الحرملك"، وتركها تحترق كي لا تحصل الدولة العثمانية على معلومات عن الجيش المصري.
وفي عام 1898 أثناء زيارة الإمبراطور الألماني "ويليام الثاني" لدمشق مكث في الدار لمدة يومين لاستقبال قادة الوحدات والجيش العثماني التي وفدت للسلام عليه، وفي عام 1920 وبعد دخول جيش الانتداب والاحتلال الفرنسي لدمشق، صار القصر مقراً لدوائر المندوب السامي المفوض الفرنسي، وسمي "المندوبية" نسبة إلى دار الانتداب، وعام 1929 في قسم منها كان مقر دوائر النفوس الشامية، بالإضافة إلى دائرة الأمن العام والجوازات.
يتكون قصر العدلي ذا الطراز الإسلامي من ثلاث واجهات، وبنيت الواجهة الرئيسية على طراز القصور الفخمة على شكل محراب، كما يحتوي القصر على نوافذ قوسية مدببة مبنية على أعمدة ومعشقة بخشبيات زجاجية ملونة جميلة، بالإضافة إلى مقرنصات إسلامية بسطح المدخل الرئيسي.
تم تجديد القصر مرات كثيرة، بعد انسحاب الجيش المصري قامت الدولة العثمانية بإعادة بناء الأجزاء المتهدمة من القصر، وبعض البيوت العربية القديمة الملاصق له من الناحيتين الغربية والجنوبية، وزرعت الحدائق حول المبنى الذي أصبح مؤلفا من طابقين بأجمل الأشجار، خصوصاً من الواجهتين الشمالية والجنوبية، وقامت بفتح بوابة كبيرة للقصر من الناحية الشمالية.
في أواخر القرن التاسع عشر أعيد تجديد القصر مرة أخرى وجُعل الطابق الأرضي على شكل أقواس متتالية عالية الارتفاع لسهولة دخول وخروج عربات النقل التي تجرها الخيول، أما الطابق العلوي فأصبح مكاتب لموظفي الحكومة وضباط الجيش، وتم تعديل فتحات نوافذ هذه المكاتب لتصبح على طرز هندسة الأبنية العثمانية، وجعل سقفه من القرميد الأحمر.
وفي عام 1945 عندما احترقت المندوبية من الناحية الغربية، وقد تأثر القصر بالنيران التى طالت معظم غرفه وجدرانه، وأصبح آيلا للسقوط، تم هدم المبنى فعلا، وقامت حكومة الرئيس شكري القوتلي بتشييد مبنى جديد وهو المبنى الظاهر في الصورة في جزء من أرضه الواسعة، ونُقلت إليه جميع دوائر العدل الشرعية والمدنية .
| السابق | عرض الكل | التالي |
اضافة تعليق |
ارسل لصديق
|
||||
لا تزال الأسئلة والتكهنات كثيرة حول نشوء تنظيم "الماسونية" السري والذي يعرف باسم "عشيرة البناؤون الأحرار"، ومن الروايات الشائعة عن نشأة الماسونية المزيد
لم يثر رجل الجدل كما أثاره جرجي زيدان، فمنهم من اعتبره باحثاً وأديباً وصحفياً موسوعيا ومجدداً في إسلوب الطرح التاريخي، ومنهم من اعتبره مخرباً مزوراً للتاريخ عامة وللتاريخ الإسلامي خاصة المزيد
قلة يعرفون أن اسكندر فرح و هو من مواليد دمشق سنة 1851م حاز أعلى الدرجات الماسونية في تلك الفترة المبكرة من تاريخ سوريا و حقيقة الأمر أنه عندما تعين مدحت باشا المزيد
يعتبر بيت الخواجة فتحي انطاكي من أهم واقدم البيوت في محلة العزيزية، وتعود قصة بناء هذا البيت للقرن التاسع عشر عندما أدرك ثلاثة من تجار حلب في الربع الأخير من القرن التاسع عشر أن فرصة الربح كبيرة في حال المتاجرة بالاراضي المعدة المزيد
في مطلع العشرينات نشطت حركة بناء العقارات في محلة العزيزية سواء بهدف السكن أو التجارة. قام عدة أثرياء ببناء أبنية سكنية تشابه القصور للسكن فيها. المزيد
عند انتهاء الحرب العالمية الأولى عام 1918، انسحبت القوات التركية وحلفاءها الألمان من سوريا، و قد كان تعدادهم قد وصل إلى عشرة آلاف جندي ألماني، وخمسة عشر ألف جندي تركي، وحوالي اثنا عشر ألف جندي عربي موالين للعثمانيين المزيد