إمارة حلب في عهد السلاجقة - 1988م - محمد ضامن

يعتبر هذا الكتاب من الكتب التي ألقت الضوء على حلب خلال تلك الفترة التاريخية السلجوقية . وهو رسالة ماجستير للمؤلف تم تحكيمها أمام جامعة دمشق عام 1988 وطبعت عام 1990 للمرة الأولى.

يمكن تبين المواضيع التي تناولها الكتاب من الفهرس المنشور المرفق 

عرفت دار النشر دار اسامة عن الكتاب فقالت :

تناول البحث «امارة حلب في ظل حكم السلاجقة» ٤٧٩ ـ ٥۲۲ ه/ ۱۰٨٦ ـ ۱۱۲٨م، وقد كانت هذه الفترة غنية بأحداثها مليئة بالتقلبات العسكرية والسياسية، فبعد ان عاشت امارة حلب فترة طويلة في ظل الحكم العربي ممثلا بالحمدانيين والمرداسيين وفترة قصيرة تحت حكم العقيلين سقطت بيد السلاجقة ورزحت تحت حكمهم المباشر، وعلى الرغم من التفكك والتمزق الذي عانته امارة حلب وعانت منه اثناء فترة الاحتلال التركماني السلجوقي التي اضعف البلاد واضعفت القوة العسكرية للمنطقة امام الغزو الفرنجي الصليبي، وعلى الرغم من التأخر الاقتصادي الذي عم المنطقة نتيجة القتل والنهب والتدمير والتشتيت الذي قام به التركمان والسلاجقة وقف الحلبيون من هذه الاحداث موقفا مشرفا، اعطوا من خلاله اروع الامثلة في التضحية والفداء فكانوا يقاتلون اعداءهم بكل جرأة وبسالة حتى في ايام الوباء والمرض حيث كانوا يقومون من مرضهم اذا دق النفير ليقاتلوا الاعداء كأنهم نشطوا من عقال ثم يعودوا الى فراش المرض.

بحث الكتاب في فصله الاول جغرافية حلب اعتمادا على ما اورده الجغرافيون والرحالة العرب الذين وصفوا اراضي الشام الشمالي وتحدثوا عن الموارد الطبيعية ولا سيما الملح والمحاصيل سواء الزراعية من حبوب وقطاني وخضروات ام منتوجات الاشجار المثمرة والاحراش، وقد اسهم ذلك كله في الحياة الاقتصادية.

ويعتبر الفصل الثاني كتمهيد لموضوع الكتاب اذ يوضح الخلفية التي قام عليها حكم السلاجقة في امارة حلب، فقد تضمن عرضا موجزا عن قيام دولة السلاجقة منذ بدء تحركاتهم وحتى قضائهم على الدولة الغزنوية في خراسان ثم لمحة عن اوضاع حلب قبل وصول السلاجقة اليها والصراع الذي كان قائما بين الامراء المرداسيين وقد جرت خلافاتهم واستعانتهم بالغز التركمان الويلات على المنطقة حتى ان بعض الامراء استعان بهم ضد اخوتهم او ابناء عمومتهم، مما جعل دورهم يتزايد يوما بعد يوم، الى ان اصبحوا اكثر قوة والاقدر على توجيه الامور في المنطقة ويتعرض الكتاب ايضا لبدايات دخول التركمان السلاجقة الى بلاد الشام عن طريق ديار بكر وربيعة، وكانت الامارة السلجوقية المنظمة شروعاً بحملة «ألب ارسلان» في سنة ٤٦۳ه/۱۰٧۱م الذي اخفق في اختراق اسوار حلب وتعذر عليه ذلك بسبب المقاومة الصلبة والدفاع المستميت لاهل حلب، كذلك اخفق «تتش» في السيطرة على حلب، مما دفع اهل حلب لاستدعاء الامير العربي مسلم بن قريش امير الموصل لحكم حلب، فأقام فيها الدولة العقيلية على انقاض الدولة المرداسية.

يعرف الفصل الثالث ب«آق سنقر» وكيفية تعيينه حاكماً على حلب من قبل السلطان و ويتعرض ايضا الى صراع «آق سنقر» مع «تتش» وتوسعه في الشام وقد انتهى الصراع بموت تتش في معركة سبعين وبمقتله انتهت الفترة الاولى من حكم السلاجقة في حلب.

تناول البحث فترة وصول رضوان تتش الى الحكم ومحاولاته استعادة املاك ابيه وموقفه من اركان دولته وبالقوى المحيطة بحلب، كبعد ذلك يتحدث عن حصار الصليبيين لحلب مما اجبر رضوان على دفع اتاوة لهم، الى حين وفاته، ووصول الأراتقة اليها، 

يتناول الفصل الرابع الاراتقة في حلب، بدءاً بوصول الامير الارتقي ايلغازي والظروف التي احاطت بوصوله الى حلب وقد استمرت الفوضى السياسية والادارية حتى وصول عماد الدين الزنكي.

تضمن الفصل الخامس اهم مظاهر الحضارة في حلب في تلك الفترة، يتناول هذا الفصل ايضا النسيج السكاني لشمال بلاد الشام،فقد عاش في هذه المنطقة خليط من السكان منذ القرن الخامس الهجري، اغلبهم من العرب المتحدرين من قبيلة كلاب وبعض القبائل الاخرى الاقل شأناً، والى جانبهم سكنت عناصر اخرى كالاكراد والارمن ومن ثم التركمان الذين توافدوا على المنطقة منذ سنة ٤٥٦ه/۱۰٦٤م وبلغ اوج تدفقها مع حملتي الب ارسلان وملكشاه 

كانت شمال بلاد الشام ملتقى الطرق التجارية بين المشرق ومصر وبيزنطة، وحلب كانت مركزاً تجارياً كبيراً على مر العصور، تجلب اليها البضائع المختلفة من سائر البلدان ويتحدث الكتاب عن العوامل التي اثرت على ازدهار التجارة أو تدهورها كما يتحدث عن التجارة الداخلية والاسواق والتجارة الخارجية وشبكة المواصلات الكبيرة المارة بحلب واخيراً يتحدث عن الموارد المالية وطرق جبايتها وانفاقها وبعضاً من تقديراتها.

بقلم : المحامي علاء السيد
طباعة