مجلة العرب الناطقة بلسان حزب الاستقلال العربي في فلسطين – السنة الأولى والثانية عام 1933م - صاحبها عجاج نويهض

أصدر عجاج  نويهض مجلة العرب من القدس في آب عام 1932م، وكانت مجلة أسبوعية سياسية مصورة تنطق بلسان حزب الاستقلال العربي الذي كان نويهض عضو اللجنة المركزية فيه.

يتألف العدد الواحد من أعداد المجلة من عدد غير ثابت من الصفحات، فتكون أحيانا مجلة من أربع صفحات، وتصل أحيانا لحوالي 17 صفحة، فقد كانت أشبه بمنشورات يوزعها  حزب الاستقلال العربي الذي تشكل في فلسطين حينذاك.

 كان مؤسسسيه من رجال الحكومة الفيصلية التي أعلنت في دمشق عام 1919م، وأطلق عليهم حينذاك (عصبة الاستقلاليين) وكانوا من عدة بلاد عربية، سوريين ولبنانيين وفلسطينيين وعراقيين من الذين درسوا في الغرب عموما، وقد حافظوا على ولائهم وعلاقاتهم الطيبة مع الملك فيصل رغم مغادرته لسوريا عند وصول جيش غورو الفرنسي بما يشابه الفرار، وقيام الانكليز بتعيينه ملكا على العراق.

وكان من أبرز رجال هذه العصبة: رشيد طليع، أحمد مريود، الأمير عادل أرسلان،  أحمد حلمي عبد الباقي، نبيه العظمة، سامي السراج، سعيد عمون، عادل العظمة، خير الدين الزركلي.

بعد سقوط الحكومة الفيصلية ومغادرة فيصل سوريا انتقل معظم هؤلاء للعمل السياسي في دولة شرق الأردن التي عين الانكليز حاكما هاشميا عليها. 

كانت أهداف الاستقلاليين الرئيسية استقلال سوريا الطبيعية ووحدتها مع بقية البلدان العربية و رفض وعد بلفور والوجود الصهيوني في فلسطين ، كانت أفكارهم قومية أكثر مما تكون إسلامية.

في عام 1931م تجمع عدد من هذه الشخصيات في فلسطين، وعددهم خمسة وخمسون شخصية ووقعوا ميثاق تأسيس الحزب، وكانت الاضافة الرئيسية التي طرحوها  في أهداف الحزب هي اضافة معاداة الاستعمار والانتداب البريطاني على فلسطين، واعتباره حليفا للصهيونية لأهدافهم القديمة، وكان هذا الطرح المتعلق بالانكليز غير مسبوق سياسيا بشكل عام. 

اعتمد الحزب على أعضاءه من الصحفيين لنشر هذه الافكار، ومنهم صبحي الخضرا وأكرم زعيتر وعجاج نويهض ( الذي تولى خلال تلك الفترة ما بين عامي  1923 و1936 منصب سكرتير المجلس الإسلامي الأعلى برئاسة الزعيم الفلسطيني الحاج أمين الحسيني)، وغيرهم كعزة دروزة، وجميع هؤلاء من المحسوبين عموما على الحاج أمين الحسيني الذي تم اتهامه لاحقاً بالعمالة للمخابرات الايطالية والنازية، وبالانتساب للماسونية، بل تم اتهامه بأنه كان صنيعة للمخابرات الانكليزية.

رفض الحاج أمين الحسيني الانضمام علانية للحزب، مفضلا عدم الظهور كأحد مؤسسيه، بدأ افراد الحزب بعدها بفترة قصيرة  بشن هجمات إعلامية على الحاج أمين الحسيني باعتباره مهادنا للانكليز وبادلهم بمثلها، ثم أعلن مهادنتهم .

صدرت موافقة حاكم القدس البريطاني على تأسيس الحزب في  13 آب 1932م  

ويعتبر هذا الحزب من أوائل الأحزاب العربية التي نشرت بذور فكرة القومية العربية ما قبل الحرب العالمية الثانية.

 عالج نويهض في مجلة الحزب التي اسماها “العرب” شؤون العالم العربي. والتزم في معالجاته الدعوة إلى مقاومة الإنكليز والصهيونية معاً، وإقامة حكم عربي نيابي في فلسطين. 

ودعا في مجلته إلى الوحدة العربية التامة التي لا تقبل التجزئة.

كتب في هذه المجلة رجال عصبة الاستقلالين ومنهم الأمير شكيب أرسلان وعبد الرحمن عزام والعلامة الهندي مسعود الندوي وصبحي الخضراء وعزت دروزة وعمر الصالح البرغوثي وحمدي الحسيني وأكرم زعيتر وسعيد ثابت وناجي معروف وأحمد عزة الأعظمي.

 توقفت مجلة “العرب” عن الصدور عام 1934م. بعد عامين من صدورها.

عجاج نويهض سياسي، وصحافي، وأديب لبناني، ولد عام 1897م في بلدة رأس المتن بلبنان، وتلقى علومه الابتدائية والثانوية في لبنان، وأتم تعليمه في فلسطين، حيث حصل على دبلوم الحقوق في معهد القدس سنة 1924م.

بدأ نشاطه الصحفي في القدس منذ 1919م. وتعرف هناك على الحاج أمين الحسيني  

اشترك عجاج في أعقاب ثورة عز الدين القسام - الذي تباينت الأخبار حول انتسابه لحزب الاستقلال من عدمه - مع قادة الحركة الوطنية في الاضراب الكبير 1936م، واعتقله الإنكليز في معتقل صرفند الذي كان يعج بسجناء الثورة الفلسطينية وتحول من وقتها لرمز نضالي كبير.

واصل بعد إغلاق مجلة العرب  بين عامي 1940 و1944 نشاطه الصحافي، فعمل مراقباً للقسم العربي في الإذاعة الفلسطينية، والتف حوله عدد من الشبان الذين أفسحوا له في مجال الإنتاج الأدبي والثقافي.

ترك عجاج نويهض فلسطين بعد نكبة 1948، واستقر في الأردن. 

حيث عاش فيها حتى سنة 1959، حين قرر الاستقرار في لبنان، عائداً إلى قريته رأس المتن. توفي فيها عام 1982م.

بقلم : المحامي علاء السيد
طباعة