كتاب إعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء للشيخ راغب الطباخ  - الطبعة الاولى 1923 

تعتبر الطبعة الاولى من كتاب الشيخ راغب الطباخ إعلام النبلاء من اندر الطبعات التي لم تعد متوفرة إطلاقا

وقد دمجنا في دار الوثائق الاجزاء السبعة للكتاب في مجلد واحد زاد عدد صفحاته على اربعة آلف صفحة ويمكن لمن يرغب تحميلها رغم كبر حجمها.

يعتبر هذا الكتاب من أشهر ما ألفه "الطبّاخ" وكلّفه كما يقول "الطبّاخ" بنفسه اثنتين وعشرين سنة من جمع المواد والتصنيف والتبويب والتأليف فجاء هذا المؤلف الكبير وكسجل زمني حافل بالأحداث السياسية المتلاحقة ومعرض لتراجم أعلام الشهباء من رجال الحكم والعلم والقضاء والأدب والشعر والطب والآثار العمرانية من مساجد وكنائس وقصور وزواياومدارس وغيرها، كما يتحدث عن تطور "حلب" الاقتصادي وأوضاع العملات فيها، لقد طُبع هذا السفر لأول مرة في العام 1923 ولاقى رواجاً كبيراً.

وعلى الرغم أن الجديد الذي ألفه الطباخ في الاجزاء السبعة من كتابه ينحصر في الجزء الثالث والجزء السابع فقط فقد ذكر في الجزء الثالث الاحداث والمباني والولاة الذين عاصروا في الخمسين سنة التي سبقت إصدار الكتاب وكذلك الامر في الجزء السابع وضع تراجم الشخصيات التي عاصرها مرحلى ما قبل ظهور الكتاب.

اما الاجزاء الخمسة المتبقة فقد نقل الطباخ مضمونها ومعظمها في تراجم شخصيات قديمة كتب عنها مؤلفون سابقون ويعاب على الكتاب عدم وجود الاحالات المرجعية لكل فقرة او معلومة بينما اكتفى الطباخ بذكر مراجعه بشكل عام في نهاية الكتاب. يبدو أن تلك الطريقة بالتوثيق المرجعي لم تكن متبعة.

الشيخ راغب الطباخ يعرف عن نفسه في عام 1947 قائلا : 

ولدت في الثامن عشر من شهر ذي الحجة سنة ثلاث وتسعين ومائتين وألف، وختمت القرآن الكريم وعمري ثمان سنين، وشرعت في الكتابة على الشيخ محمد العَرِّيف الخطاط المشهور ، ثم دخلت المدرسة المنصورية في محلة الفرافرة سنة 1304، ونلت الشهادة الابتدائية فيها في ذي القعدة سنة 1306.

صرت مع ذلك أتردد إلى المدرسة الشعبانية فحفظت فيها بعض المتون وفي سنة تسع وثلاثمائة وألف في ربيع الثاني منها توفي والدي رحمه الله تعالى، فتركت التردُّد إلى المدرسة لاحتياج إخوتي إليَّ في معاطاة التجارة .وفي سنة 1310 عدت إلى طلب العلم، 

 وفي سنة 1319صرت أراسل جريدة (ثمرات الفنون) التي كانت تصدر في بيروت، ثم تغيَّر اسمها إلى جريدة ( الاتحاد العثماني) فكنت أراسلها، ثم كنت أراسل غيرها

ثم صرت بعد سنة 1338 أي بعد الحرب العالمية الأولى أراسل المجلات، وإلى الآن وأنا أكتب مقالات وتحقيقات تاريخية، وأصف الكتب المخطوطة التي في مكاتب حلب في مجلة المجمع العلمي العربي التي تصدر في دمشق، وأحياناً في غيرها. ولو جُمع ما كتبته في الجرائد والمجلات لجاء في مجلدات.

في سنة 1323شرعت في وضع تاريخ لحلب ومعاملاتها في عهد الدولة العثمانية أتممته في سنة 1345،وشرعت في طبعه سنة 1340،وتمَّ الطبع في سنة 1345وهو في سبع مجلدات سميته:( إعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء) واستحضرت لأجله مطبعة في سنة 1340 اسميتها المطبعة العلمية.

 نشأت مع طلبي للعلم في التجارة، ولي ـ كأبي وأعمامي وجدي ـ صنعة تُسمَّى ( البصمجي) وهي طبع المناديل التي يضعها الفلاحون والفلاحات على رؤسهم في مختلف البلدان والأقطار، حتى إن منها نوعاً يسمى المسافح، ودجاج الحبش، كنا نأتي بها إلى مكة والمدينة، ولم أكن متطلعاً إلى الوظائف، ولا طالباً لها لاستغنائي بما يرزق الله من الصنعة، غير أني بدون طلب وسعي عُيِّنت عضواً لمجلس معارف الولاية في عهد الدولة العثمانية، وذلك في سنة 1328، وهناك وفقت لإدخال اللغة العربية لمكاتب الدولة، فكان لذلك الأثر العظيم، ولله الحمد.

وفي سنة 1334، انتخبت عضواً في غرفة التجارة، بقيت ست سنوات، ثم انتخبت مرة ثانية ست سنوات أيضاً.

وفي سنة 1350انتخبت عضواً في دار الأيتام الإسلامية بقيت إلى سنة 1356، وهذه الوظائف كلها مجانية.

وفي سنة 1337، عينت عضواً في دائرة الأوقاف في المجلس الإداري مجاناً أيضاً، ثم استقلت لكثرة أشغالي بسبب المطبعة التي استحضرتها، ولاشتغالي بالتدريس في مدرسة أهلية سميت الكلية الفاروقيه.

وفي سنة 1340عينت مدرساً لعدة علوم في المدرسة الخسروية التي وفقت لافتتاحها بعد سعي في ذلك 15سنة، وهي مدرسة دينية فيها شيء من العلوم العصريَّة ، ولم أزل مدرساً فيها الآن، وأدرس فيها الآن الحديث النبوي، وعلم المصطلح والتاريخ الإسلامي ، وكنت درست فيها الأخلاق، والتفسير ، والبلاغة والعروض ، والأدب العربي.

توفي رحمه الله تعالى صباح يوم الجمعة25/رمضان/1370هـ الموافق 29/6/1951 م 

وفي سنة 1341، عينت عضواً للمجمع العلمي العربي بدمشق، ولم أزل فيه إلى الآن.

وفي سنة 1355عينت مديراً للمدرسة المتقدمة[الخسروية] مع ما لي فيها من الدروس، ثم استقلت منها في سنة 1364، ويطول الشرح لو بسطت الكلام على ما قمت به من الإصلاحات، ولله الحمد.

وعينت عضواً في جمعية عاديات حلب أي الآثار القديمة، إلا أنه الآن لا عمل لهذه الجمعية.

وأسست من 18 عاماً جمعية دُعيت (جمعية البر والأخلاق الإسلامية) بمساعدة بعض تلامذتي الذين تحرَّجوا من المدرسة الخسروية، وأخص بالذكر منهم: الشيخ مصطفى الزرقا، والشيخ معروف الدواليبي، والشيخ محمد الحكيم، لكني تركت رئاستها لغيري لأسباب سياسية هي الاحتلال الفرنسي

لتحميل ملف الفهارس , انقر هنا

بقلم : المحامي علاء السيد
طباعة