عندما كانت ضفاف قويق تلامس نوافذ بيوت باب إنطاكية وباب جنين

يندر من يتذكر عندما كان نهر قويق ينطلق من الحديقة العامة ليجتاز ساحة سعد الله الجابري ثم يتوجه شرقا باتجاه باب جنين وتلامس ضفافه -التي تقوم عليها ناعورة حلب- الابنية في منطقة باب جنين وباب إنطاكية ، هذين البابين اللذين كان يوجد قديما جسر أمامهما لعبور النهر عند الرغبة بمغادرة المدينة غربا.

ثم يعود النهر ويتجه غربا في منطقة الوراقة نحو سوق الهال حاليا ويتجه بعدها لبستان القصر. 

يمكن تبين هذا المجرى القديم من خلال المخططات في الفترة العثمانية والفرنسية والتي رسمت بدقة مجرى النهر القديم.

بعد الجلاء وفي عام 1948م ولوقف حالات فيضان النهر شتاء وغمره لمناطق واسعة من المدينة خاصة في منطقة الفيض والعزيزية وساحة سعد الله الجابري و بسبب جفافه صيفا وتحول المجرى لمستنقع ، و بعدما توسعت المدينة نحو الغرب وصار بالامكان تحويل الاراضي التي تشكل مجرى النهر القديم لعقارات تجارية مثلا، فقامت البلدية بشق مسار جديد لمجرى النهر وأنهت توجهه غربا باتجاه باب جنين وأضحى النهر يسير بشكل مستقيم تقريبا من الشمال باتجاه الجنوب. تم بناء طرفي المسار الجديد بأحجار من طراز الحجر السوري الجميل والمميز . 

ما لبثت البلدية لاحقا وبعدما تم تسليط المجرور العام على هذا المسار وتضايق السكان من روائحه الكريهة أن قررت تغطية مجرى النهر بما بني عليه من جسور حينها وكانت التغطية الكبرى في منطقة العزيزية و ساحة سعد الله الجابري وحينها حلت قصة مشهورة عن تحميل السكان قيمة أعمال تسقيف المجرى بشكل غير عادل وأدى الأمر لملاحقة قضائية لرئيس بلدية حلب وتم توقيفه في حادثة شهيرة كان أحد 

أبطالها المطران هيلاريون كبوتشي حارس القدس.

قبل الحرب وبعد ضخ مياه الفرات في مجرى قويق ضمن مشروع رائد وتجهيز مجرى النهر بأقنية مغلقة خاصة بالصرف الحي ومياه المجارير تم إعادة كشف المجرى ليعود الحجر السوري الجميل للظهور.

حلب كانت مدينة نهرية الجالس على نافذة منزله في أحياء باب انطاكية وباب جنين والوراقة والعينين وغيرها كان يمكنه اصطياد السمك وتدلية قدماه في الماء وكانت البساتين الخضراء ممتدة على مد النظر على ضفتي النهر.

بقلم المحامي علاء السيد

بقلم : المحامي علاء السيد
طباعة