مذكرات محسن البرازي

هو الدكتور المحامي محسن بن خالد آغا بن محمد الباكير البرازي من مواليد حماه 1904م والده خالد البرازي نائب حماه في مجلس المبعوثان العثماني 

حصل محسن على الشهادة الثانوية في حماة عام 1922 ثم حصل على شهادة في القانون من جامعة ليون ثم حصل على الدكتوراه من السوربون 1929م وكانت رسالة الدكتوراه بعنوان " الاسلام والاشتراكية"، وتزوج من سيدة فرنسية ، ثم عاد إلى سوريا وعمل محاميًا وأستاذًا للقانون الدولي بجامعة دمشق ولكنه بعد وفاة زوجته الفرنسية , تزوج من السيدة الحلبية مودة الجابري.

ترأس "الجمعية السورية العربية" خلال وجوده في فرنسا وهي جمعية كانت تنادي باستقلال سوريا.

في سنة 1933 شارك مع عدد من المفكرين العرب بمؤتمر قرنايل في لبنان لتأسيس عصبة العمل القومي التي نادت بالعمل على استقلال الدول العربية ووحدتها

عمل البرازي وزيرًا للمعارف في الفترة القصيرة من نيسان إلى أيلول 1941 في وزارة خالد العظم الأولى، ثم عينه الرئيس شكري القوتلي مساعدًا له بين عامي 1943 و1947، ثم أميناً عاماً للقصر الجمهوري ومبعوثاً خاصاً لرئيس  الجمهورية إلى الدول العربية، حيث كان يحملّه رسائل خاصة إلى الملك فاروق  والملك عبد العزيز آل سعود،وبذلك قويت علاقاته مع السعودية ومصر. 

تم اختيار البرازي وزيراً للداخلية في حكومة جميل مردم بك عام 1947م رغم خلافات البرازي مع سعد الله الجابري عندما كان رئيسا للوزراء عام 1945م والجابري وجميل مردم من ذات تيار الكتلة الوطنية التي تولت الوزارة تلك الفترة وربما يكون ذلك اشارة لاستفادة البرازي من تناقضات الحكم بين الجاابري ومردم بك داخل الكتلة الوطنية.

استطاع البرازي أن يتسلم منصب وزير الخارجية في حكومة جميل مردم الثانية عام 1948م التي تم تشكيلها بعد النكبة. وعندما قام خالد العظم بتشكيل الحكومة التالية في نهاية عام 1948م قام باختيار البرازي لوزارة المعارف بتوصية من الرئيس شكري الوتلي الذي اعتبر البرازي مقربا جدا منه.

يقال أن البرازي بدعم سعودي أميركي مصري فرنسي هو من دبر انقلاب حسني الزعيم على الرئيس القوتلي، ودفع بالزعيم إلى رئاسة البلاد، فقام الزعيم بالبداية بتعيين البرازي سفيرا خاصا لدى مصر للتواصل المباشر مع الملك في مصر ثم ما لبث أن قام بتعيين البرازي رئيساً للوزراء ووزيراً للداخلية والخارجية في ذات الوقت في حزيران 1949م.

تغير التوجه السوري زمن الزعيم والبرازي من دولة تدور في محور بريطانيا والعراق والاردن  إلى دولة تدور في محور السعودية ومصر والولايات المتحدة.

أول نتائج هذا التحول توقيع الزعيم على اتفاقية مرور خطوط شركة أرامكو الاميركية للنفط السعودي عبر سوريا بما سمي خطوط التابلاين بعدما كان البرلمان السوري قد رفضها قبل الانقلاب بضغط من شركة النفط البريطانية في العراق. 

ويقال أن البرازي هو أول من فاوض اسرائيل عام 1949م، وينسبون إليه عملية تسليم الزعيم انطون سعادة للبنان التي قامت بإعدامه.

ما أن قام سامي الحناوي بانقلابه في آب 1949م حتى تم اعدام حسني الزعيم ومحسن البرازي معا رميا بالرصاص وبشكل فوري وسري في سفح المزة ودون أي محاكمة.

إن هذه النسخة من مذكرات محسن البرازي والتي طبع منها خمسين نسخة فقط من تجمع يسمى "القوميون العرب" -ووجدتها بين الأوراق الشخصية للمرحوم رشدي بك الكيخيا - ربما تعتبر النسخة الكاملة والوحيدة لهذه المذكرات، وقد كانت الدكتورة خيرية قاسمية قد حققت ونشرت نسخة أخرى من هذه المذكرات وذكرت أنها ربما تكون غير كاملة.

أبدى الصديق الدكتور سامي مبيض استعداده لتحقيق هذه النسخة النادرة ونشرها عبر باكورة منشورات دار النشر التي ينوي افتتاحها بدمشق تحت اسم "بستان هشام". في سياق التعاون المستمر والأخوي فيما بيننا.

أتمنى اتمام هذا الامر قريبا. وتقديمه للقراء الأعزاء.

بقلم : المحامي علاء السيد
طباعة