صورة نادرة لمخيمات الأرمن في حي الميدان بحلب 1923م

10-11-2020 5115 مشاهدة

بعدما تم التهجير القسري للمواطنين الارمن في الدولة العثمانية عام 1915م خلال الحرب العالمية الأولى مع ما رافقه من فظائع وويلات، اختبأ قسم من المهجرين الأرمن خلال سيرهم في قوافل التهجير في أماكن بعيدة عن أعين السلطات العثمانية في مدينة حلب وريفها ، واستطاعوا فعل ذلك بطرق مختلفة سواء منها بتعاطف بعض المأمورين بحراسة القوافل من الشرفاء الذين رفضوا المشاركة بهذه المذبحة، او بدفع الرشاوي لهؤلاء الحراس من أموال الحلبيين مسلمين ومسيحيين والذين تعاطفوا مع هؤلاء البؤساء، الذي حكم على معظمهم بالموت خلال الرحلة الطويلة التي انتهت في دير الزور.

بقي هؤلاء النازحون مختبئين حتى نهاية الحرب العالمية الأولى عام 1918 ودخول الجيوش الفيصلية والانكليزية ثم الفرنسية لسوريا فبدأو بالظهور  علنا، وقام الحلبيون بتقديم قطع أراض قريبة من حلب ليبنوا عليها مساكنهم الجديدة ، منها في منطقة بستان الباشا ومنها في الميدان ومنها في منطقة الرام قرب حي السليمانية،  بل إن أحدهم قدم لهم بناء قصر كان ينوي سكنه ليقيم فيه هؤلاء النازحون البؤساء ، وهو ما تحول لاحقا لما سمي خان الزيتون.

بدأ الارمن المهجرون ببناء مساكن بسيطة من الصفيح لتأويهم ، ثم تحولوا لتدعيمها باللبن والطين، ورغم فقرهم الشديد وبؤس حالهم بعدما تم تجريدهم من كل ما يملكون في أرضهم الأم وإبادة عائلات بكاملها كانت تسكن في قرى ومدن وطنهم الأم أرمينيا،  فقد قاموا ببناء كنيستهم الاولى في وطنهم الجديد سوريا وهي كنيسة الصليب ولاحقا اصبح اسمها القديس كيفورك (جاورجيوس) بحي الميدان، وبنوا مدرستهم الاولى أيضا لتعليم أطفالهم،  وقدم لهم الحلبيون - الذين احتضنوهم وتزوجوا بناتهم - عدة دور خيرية للايتام الذين تم قتل أهاليهم خلال رحلة الموت،  ثم انطلقوا جميعا للعمل والتعلم ورفضوا تماما الاستجداء والبقاء دون عمل.

وشكلوا لاحقا طيفا آخاذا من أطياف مدينة حلب.

السابق عرض الكل التالي
شارك الموضوع مع اصدقائك !!
لمتابعة أحدث منشورات دار الوثائق الرقمية التاريخية على شبكات التواصل الاجتماعي :

صور أخرى ضمن  صور نادرة

أكثر الكتب مشاهدة

مكتبة الفيديو