تعليم بلا معلمين

16-03-2020 1903 مشاهدة

التعليم لا يهدف إلى مجرد جمع المعلومات وحفظها حفظاً صماً، وإنما تعلم أسلوب المحاكمة العقلية المنطقية في تفنيد الحجة والحجة المعاكسة للوصول للحجة المقبولة، وتعلم أسلوب تحصيل المعلومات وجمعها بشكل علمي وموثق، والرفض العقلي للقيل والقال والشائعات، والنقل غير العقلاني والتكرار الببغائي، وهو الأمر السائد حاليا خاصة عبر وسائل التواصل الاجتماعي. 

وبعد ذلك تحليل هذه المعلومات ومحاولة فهمها وهضمها بهدوء وعمق وروية.

وأخيراً الربط بينها ربطاً منطقياً سردياً سلساً واضحاً مفهوماً كل ذلك ... للوصول إلى النتائج.

النتائج المطلوبة في كل نواحي الحياة بدءاً من تربية الأولاد وصولاً لعالم الأعمال مروراً بالسلوكيات اليومية الدائمة.
هذا الهدف في حال تحققه يميز ما بين الإنسان المتعلم وغير المتعلم.

إن كلمة متعلم مرتبطة بالعلم ارتباطاً لصيقاً، فإن بقي الانسان غير علمي وبقي نقلياً فلا يكون متعلماً حتى لو كان قد تلقى التعليم، ما دام الهدف الرئيسي من التعليم لم يتحقق كما ورد أعلاه، بل تم حشو دماغه بالمعلومات المتضاربة التي لا طائل منها.

وحينها يغلب على المتعلمن اللغو والحذلقات في الكلام لاستعراض ما حُشي به رأسه بعيداً عن الكلام المنطقي العلمي المفيد.

للأسف كثر المتعلمنون بدل المتعلمون، فصارت أهم العلوم الفكرية وهي الفلسفة -التي لا يمكن أن يقوم علم من العلوم دونها حتى علوم الكومبيوتر مثلاً- مسبة يشتم بها المرء ويقال عنه "مفلسف" و"عامل حاله فيلسوف" في إشارة للاستهزاء بكلامه. 

ما هو حال مدارسنا وجامعاتنا من هدف التعليم ذاك؟ وهل وصل المعلمون فيها بشخصهم وتعليمهم إلى هذا الهدف كي يستطيعوا ايصاله لطلابهم؟

محاولات وزارة التربية بإعادة بعض الأمور إلى نقطة الإنطلاق في الخمسينات من القرن العشرين الماضي،عندما كانت البكالوريا مثلاً تقسم الى فحصين ( بكالوريا أولى وبكالوريا ثانية) محاولات حميدة، كما إن محاولات البدء بالدراسة التخصصية من بداية المرحلة الثانوية -وهو المشروع المطروح حالياً - هو أمر حميد أيضاً، ولكن هل توجد لدى وزارة التربية الوسائل البشرية التي تستطيع النهوض بالحال ؟

بكل الأحوال أن تصل متأخراً جداً خير من أن لا تصل أبداً.

شارك الموضوع مع اصدقائك !!
لمتابعة أحدث منشورات دار الوثائق الرقمية التاريخية على شبكات التواصل الاجتماعي :

مواضيع اخرى ضمن  مدونة المحامي علاء السيد

02-10-2022 3957 مشاهدة
حقيقة قصة السلطان عبد الحميد مع اليهودي قراصوه التي لا أساس لها

عندما بدأت الحملة الممنهجة لتبييض صورة السلطان عبد الحميد عمدت بعض الكتابات العربية للترويج لقصة اليهود الدونمة ومحاولتهم شراء أجزاء من فلسطين ورفض السلطان عبد الحميد لذلك بطريقة بطولية مما دعا هؤلاء لخلعه  المزيد

02-10-2022 3255 مشاهدة
السلطان عبد الحميد والرقابة على الصحف وتقييد الحريات

جاء في الفصل الأول المعنون : الشخصية الحميدية  من كتاب "أوهام الذات المقدسة السلطان عبد الحميد لمؤلفه المحامي علاء السيد وذلك تحت تحت عنوان : رقابة المطبوعات الحيوية  المزيد

13-08-2022 4156 مشاهدة
مصادر ومراجع كتاب "أوهام الذات المقدسة، السلطان عبد الحميد الثاني" لمؤلفه المحامي علاء السيد

اعتمد كتاب"أوهام الذات المقدسة، السلطان عبد الحميد الثاني" على حوالى 78 مصدرا ومرجعا و على ما نشر في حوالى 17 جريدة ومجلة من أخبار ومقالات متعلقة بما ورد في الكتاب  المزيد

13-08-2022 3649 مشاهدة
الفهرس الكامل لكتاب "أوهام الذات المقدسة، السلطان عبد الحميد الثاني" لمؤلفه المحامي علاء السيد

الفهرس  6 , مقدمة  9 , تمهيد  11 , الفصل الأول: الشخصية الحميدية  29 , طفولة سلطان  31 , شروط مدحت  33  المزيد

13-08-2022 3163 مشاهدة
السلطان عبد الحميد وحقيقة رفضه بيع فلسطين لهرتزل زعيم الصهاينة وعرضه حلب بديلا عنها

أفرد كتاب "الذات المقدسة ، السلطان عبد الحميد الثاني" فصلاً كاملاً بعنوان : "السلطان عبد الحميد وقضية فلسطين" في 56 صفحة فيها 116 اشارة توثيقية مرجعية  المزيد

13-08-2022 3892 مشاهدة
أراء المؤرخين بشخصية السلطان عبد الحميد الثاني .المحامي علاء السيد

لإيفاء دراسة شخصية عبد الحميد حقها، يجب أن نعي تماماً أن هذه الشخصية تطورت وتعقدت خلال ما يزيد عن ثلاثة وثلاثين عاماً من الحكم،  المزيد

13-08-2022 2241 مشاهدة
تعاون السلطان عبد الحميد مع اليهود لاستيطان مدينة القدس. المحامي علاء السيد

إن الاستيطان اليهودي في فلسطين زمن الدولة العثمانية حتى نهاية عهد السلطان عبد الحميد وقبل عهد " الاتحاد والترقي" بُني على طريقتين  المزيد

02-08-2022 2837 مشاهدة
مقالة نقد كتاب أوهام الذات المقدسة بعنوان : السلطان عبدالحميد الثاني، بين الكتابة الصحافية وغياب منهجية البحث العلمي

مقالة نقد كتاب أوهام الذات المقدسة بعنوان : السلطان عبدالحميد الثاني، بين الكتابة الصحافية وغياب منهجية البحث العلمي. والرد على المقال .  المزيد

أكثر الكتب مشاهدة

مكتبة الفيديو